ثَوْرَةُ نَفْسِي... (من ذكريات الشّباب)
شَكَوْتُ إِلَى الدَّهْرِ مُسْتَرْحِـمًا
فَـمَـا سَـمِـعَ الدَّهْـرُ مَا قُـلْـتُـهُ
شَكَوْتُ إِلَى الغَابِ ظُلْمَ القَدَرْ
كَـلَامِي ودَمْعِي، المَسَا، عِرْتُهُ.
وقُـلْتُ: لَقَدْ عَذَّبَتْنِي الـحَـيَاة
وأَقْسَى الزَّمَانُ عَلَيَّ الـحَبِيبْ
فَعِشْتُ غَريـبًا، وَحِيدًا، سَقِيمًا
فَمَا لَكَ، يَا غَابُ لَا، لَا تَجِيبْ؟
كَـفَانِي شَكَـاةً، كَفَانِي دُمُوعًا
كَـفَانِي عَذَابًا، كَـفَـانِي أَلَـمْ.
يَقُولُونَ: بَعْدَ البُكَاءِ ابْتِسَامْ
ولَكِـنْ بَكَـيْـتُ ولَمْ أَبْتَسِمْ
ولَمْ يَشْفِنِي الدَّمْعُ مِنْ كُـرْبَتِي
ولَمْ يَـهْـزِمِ الاِبْتِسَامُ الـحَزَنْ
فَيَا دَهْـرُ، سَلِّطْ إِذَا مَا بَقِي
لَدَيْكَ الشُّجُون، بَلَا، والمِحَنْ
ووَجِّـهْ سِهَـامَكَ ثُـمَّ الـرِّمَاح
فَقْدْ حُجِبَ القَلْبُ مِنْ دُونِكَا
سِـهَـامُ الـحَـيَـاةِ وأَسْيَـافُـهَـا
تَـزَاحَـمْنَ فِي القَلْبِ، أَخْبَرْتُكَا.
وإِنْ كُنْتَ حَرَّمْتَ عَنِّي السُّرُورْ
فَلَـمْ أُحْرَمِ الشِّعْرَ، ذَاكَ الصَّدِيقْ
وذَاكَ الـخَـلِيلَ، وذَاكَ الـوَفِي
أُغَـذِّيـهِ نَـارِي التِي لَا أُطِيقْ.
تَعَالَيْ، عَرُوسَ القَوَافِي، أَسِرِّي
أُعَـانِـقْـكِ، الدَّهْـرَ، فَلْنَلْتِقِ
وأَشْكُو إِلَيْكِ، فَضُمِّي الفُؤَاد
وشَــرَّ الأَعَاظِمِ فَلْنَتَّقِ...
حمدان حمّودة الوصيّف
خواطر : ديوان الجدّ والهزل.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق