كِتابي :
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أعزُّ سِياحَةٍ جَبَلٌ وَغابُ ...
وَخَيرُ الصَّحبِ بالدُّنيا كِتابُ
ألا يا رِفقَةً بالشَّهدِ سُرَّت ...
حَلا منها لنا الشُّربُ الرُّضابُ
أُقَضّي وافِرَ الأوقاتِ فيها ...
نهارًا وَالمُنى مِنها يُجابُ
وأسهَرُ لَيلَتي جَنبًا لِجَنبٍ ...
أسامِرُ دَفَّتَيهِ بِما أُجابُ
أُجالِسُهُ يُجالِسُني ولَمَّا ...
أُحادِثُهُ يُحادِثُني الصَّوابُ
ولي فيه الرِّضا فَيُطِيعُني في ...
كَثِيرٍ منه راقَ لنا الخِطابُ
وأَقرأُ بَعضَهُ فَيَشُدُّني كُلْـ ...
لُه له مُتعَةٌ عَنها يُثابُ
ويَصدُقُني الحَديثَ بِلا رِياءٍ ...
بِلا رَوغٍ ولَيسَ به كِذابُ
إذا كَلَّمتُهُ لَيلًا نَهارًا ...
يُكَلِّمُني وَلَيسَ بِما يُعابُ
إذا كاشَفتُ سِرَّهُ فَالهَوى لي ...
يُبانُ ولا يُخَفِّيهِ حِجابُ
إذا عِندي سُؤالٌ ما فَإِنّي ...
أُسائِلُ صَفحَةً وَبِها الجَوابُ
إذا جارَ الزَّمانُ بنا فِراقٌ ...
وكانَ مَعَ الوَرى بُكمًا يُصابُ
فلا يَحكي بأسراري لِغَيري ...
وما أفشى بِسِرِّهِمُ الكِتابُ
أرى عَينًا قَريرَةَ لي بِقُربي ...
لِخِلِّي والأَسى بُعدًا يُشابُ
فَلا مُلكًا سِواكَ وأنتَ دُرٌّ ...
وياقوتٌ ومَرجانٌ عُجابُ
فَكَسبُ المالِ دونَ العِلمِ إرها ...
قُ كالعَطشانِ أغواهُ السَّرابُ
فَقد نِلتُ المُنى بِقِراءَتي مِنْـ ...
كَ دَومًا قد سَقى مُلكي سَحابُ
وإن هَجرًا تُلاقي مِن أُناسٍ ...
فقد ضاعوا وقد خَسِروا وخابوا
ولَكنَّ الدُّنى بِحَبيبَةٍ قد ...
يُجابُ لِوَصلِها ولَها الذَّهابُ
فَما مِنكَ العِدى بِقَطيعَةٍ قد ...
يُجابُ لِقَطعِها ولَها العِقابُ
جَرى رَصَدًا وَراءَكَ قارِئٌ مِن ...
خَوىً كالضَّأنِ تَبغِيهِ الذِّئابُ
سَما بك قارِئٌ خُلُقًا وعِلمًا ...
وغَيرُهُ راقَهُ النَّشُّ الذُّبابُ
خَليلُكَ طُهرَةٌ فاحَت بِمِسكٍ ...
شَذىً ما لَيسَ يَقرَبُهُ غُرابُ
ضَغينُكَ جِيفَةٌ فاحَت بِنَتنٍ ...
وضَعفٍ فَوقَها نَعَقَ الغُرابُ
وإن غادَرتُ أحيانًا دِياري ...
بِدُونِكَ لا يُعَزِّيني المُصابُ
وَكُنتُ مُهاجِرًا بِكَ سابِحًا في ...
أراضي اللهِ يَمقُتُني الصِّحابُ
فأنتَ لنا كَرَوضٍ مِن رَحيقٍ ...
شَذا فيه لنا العُجبُ العُجابُ
وأنتَ لنا كَمُزنٍ مِن جَفافٍ ...
سَقى أرضًا وبَارَكَهُ السَّحابُ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
... شكرا جزيلا لحضرتكم الكريمة الفاضلة ... ممنون
ردحذف