دَعْنِي أَعِيش . . .
دَعْنِي أَعِيش مَا بَقِىَ خَيَالٍ
وْجُنُونٍ خَارِج الزَّمَان وبالقَدرُ . . .
مَلَأَت رُوحِي مِنْك بِالْأَمَانِي
الْعِظَام حَتّى رَاحَ الْعُمْرُ . . .
دَع طيفك فَإِنِّى انْتَظَر هُنَا
مَا كَانَ لِي عَنْ لِقَاءَه اعْتَذَرُ . . .
صَنَعْت لَك عَالم بَيْنَ الْوَرَقِ فِيه
الرِّبَا وَاليَاسمِين وعُشب أَخْضَرُ . . .
حِين أَذگُرُك يَسْبِق الْحَرْف الْقَلَم
إلَى الْمَعْنَى وَإِلَى مَوْضِع السَّطْرُ . . .
كَأَنَّهَا تَحْيَا الْحُرُوف وترتوى مِنْ
حُبِّ يَسْرِي فِى دَمِي وَيَنْتَشِرُ . . .
والقصيد يَعْشَقُه وَحَدِيثُه عَنْهَا
دَائِمٌ وَيَسْعَد الْوَرِق وَالْقَلْم بِمَا نَشَر . . . .
مَهْمَا غَدًا الزَّمَانِ أَوْ رَاحَ مَا عَرَفْت
إلَّا الْوَفَا وأملت النَّفْس بِالثَّمَرُ . . .
أَنْت الْأَهْلِ إذَا مَا خَانَ النَّسَب
وَأَنْت كُلُّ النَّاسِ إِذَا خَانَ الْبَشَرُ . . .
عَيْن الْخَيَال أَجْمَل وَالْأَجْمَل مِنْهَا
عَيْن عَاشِقٌ بِشَوْق للحَبيب يَنْظُرُ . . .
ونِيران الْبُعْد وَالْهَجْر عَظِيمَةٌ
وَالشَّوْق وَالْحَنِين كَانَ مِنْهُمَا أَكْبَرُ . . .
دَوْمًا أَطْلُب طَيفه وَأُعْطِيت لَه مَا
أَبْقَيْت وَجَعَلْتُهُ عَلَى الْقَلْبِ مُؤَمَّرُ . . .
أكُتِب فِى الْغَيْبِ عَلَى الْقَلْبِ أَنْ
يَتَأَلَّم وللعين سُهْد وَلَيْلٌ السَّهَرُ . . .
وَأَنْهُ يَطُولَ اللَّيْل وَحَدِيث شَوْقٌ
وَعَشِق لَهُ مَعَ النُّجُوم وَالْقَمَرُ . . .
اُنْظُر بِحُزْن لِلسَّمَاء كَطَيْر كَسَيْر
جَنَاحَاه عَسَى تَأَتَّى لِى عَنْه بِخَبَرُ . . .
أعاني الْجَوَى و طُول النَّوَى وَبَيْنَ
النَّاسِ البَسمَة وَالصَّمْت لِى مُظْهِرُ . . .
وَلَسْت أَدْرِي إِلَى مَتَى ذَاك الشَّوْق
أَو الْعِشْق وَهَل يَدُوم إلَى يَوْمِ أَقْبَرُ . . .
(فارس القلم)
بقلمي / رَمَضَان الشَّافِعِىّ .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق