عن الكاتب وشعوره، فهل تشعر بهذا مثلي؟
إذا ترك الكاتب قلمه ليُعبّر عن الكتابة، فماذا تنتظر غير مقالٍ مكتوبٍ بحب وشغف. فالكلمات ليست شيئًا نصنعه بل شيء ينسلخ منا.
اختيار المحرر
موهبة الكتابة من المواهب الفريدة في نظري، أراها ملَكة نستطيع أن نرى من خلالها كل شيء في الكون يَصلُح لِأن يكون نصًا مميزًا بحد ذاته، مهما صغُر هذا الشيء أو كبُر.
أحيانًا تكون قضية كبيرة تُحركك لتكتب عنها بشكلٍ مختلف، وأحيانًا يكون موضوعًا صغيرًا لفت انتباهك بصورة لم يرها غيرك، وأحيانًا كثيرة يكون موضوعًا كثُر الكلام فيه وتناوله الكثيرين من كل الزوايا؛ ورغم ذلك كله عندما تضع قلمك لينطلق فيه، يتفتح جانبًا مختلفًا عمّا تحدث به أي أحد.
بصمتك الكتابية
فكما أن لكل أحدٍ بصمة أصبع وبصمة عين وصوتٌ مختلف؛ كذلك بصمته الكتابية، فمهما تشابهت المواضيع التي نكتب عنها، لا تتشابة الكتابة.
في بعض الأحيان أدخل لأقرأ مواضيع تُشبه في عناوينها عنوان مقالٍ كتبته سابقًا، وأتأمل الاختلاف في الطرح، والأسلوب، والرؤية، والتنسيق أيضًا. فأجد بعض التشابه ولكن من أسلوب كل كاتب أعرف من هو دون قراءة اسمه! أرى في النص روحه، ينبُع إحساسه من بين الكلمات، أسمع صوت قلمه الفريد في رصف الكلمات.
وفي المقابل تغمرني السعادة عندما يقول لي أحد؛ عندما رأيت تلك الكلمات عرفت أنها لكِ دون أن أنظر إلى الاسم. أمّا إذا أخذ جزءًا من كلماتي لمسه وحرك يديه ليُعيد كتابته ثم يقول لي هذا الجزء أخذني معه، غمرني باحساسه وتعلّمت منه شيئًا؛ فهذا شعورٌ لا تصفه كلمات. فحتمًا تذوقه كل كاتب عندما رأى قطعة منه سكنت في قلب أحدهم. شعورٌ يجعلك تُريد الاستمرار في الكتابة طوال عمرك دون انتظار أي مقابل مادي؛ فقد تذوقت ما يُغنيك عنه، وما تكتُب لأجله قد تم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق