الجمعة، 31 ديسمبر 2021

قراءة أدبية بقلم الأستاذ صاحب ساجت في نص وهم الأقنعة للكاتبة سندس البصري

 قراءةٌ لنصٍّ أدبيٍّ

"التحذيرُ المسؤولُ وَ مسؤوليةُ المُتابعِ"

 

     منشوراتٌ يومية، تمرُّ علينا و نحن نتصفحُ منصاتِ التَّواصل الإجتماعي..  

        ( "وَهْمُ الأقنعةِ".. مثالًا! )

 نصٌ أدبيٌّ بامتياز، تَسنَّىٰ لي قراءَتَهُ بــ 'مسؤوليَّةِ المُتابعِ' و المتذوُّقِ لِحلاوةِ نظمهِ وَ طلاوةِ لفظهِ وَ ملاحةِ طعمهِ!

وَ أَزعمُ هُنا.. أنِّي أعرضُ حيثياتِ قراءَتي للنّصِّ بتواضعٍ جَمٍّ، وَ اقدّمُ مَلمحًا بسيطًا عَمَّا تناولَهُ، وَ للقاريء ما شاءَ منْ حُكْمٍ!

     خُطواتُ القراءةِ وَ مَنهجيَّتُها:-


النصُّ:- وَهمُ الأقنعةِ

الكاتبـةُ:- سندس البصري/العراق

المصــدرُ:- مجلةُ شطِّ العرب الأدبيةِ

كاتبُ القراءة:- صاحب ساجت/العراق 

 

 أولًا:- مناقشةُ العنوان (وَهمُ الأقنعةِ).

   المعنىٰ القاموسي:-

وَهَمَ ـ فعلٌ ماضٍ، ثلاثي لازم، متعدٍ بحرفٍ، فهو واهمٌ و المفعولُ موهومٌ، و المصدرُ منه وَهْمٌ.

و الأسم منهُ ــ وَهْمٌ، جمعُهُ أوهامٌ، وُهُمٌ، وُهُومٌ. مؤنثهُ ــ واهمةٌ.

وَ هو ما يقعُ في الذِّهن منَ الخاطرِ.

ما هو الوَهمُ؟

     الوهمُ مرضٌ نفسيٌّ يُعرفُ بــ "الذّهان" ( Illusion -- Delusion ).

يتمثلُ بعدمِ قدرةِ الإنسان علىٰ التمييز بين الواقعِ وَ ما يتخيَّلهُ، وَ يَصِرُّ علىٰ أفكارٍ و اعتقاداتٍ، علىٰ الرُّغم إنها غير صحيحةٍ و غير واقعيةٍ.

بحيثُ يتصرفُ بشكلٍ طبيعي في أغلب الأحيان، و لا يبدو عليه المرضُ!

يُعَدُّ الوَهمُ اِنفصالٌ غير طبيعي في الحياة، وَ بعدَّةِ أنواعٍ، بحسب طريقة شعور الشخص و أوهامه؛ منها(هوسُ الحبِّ أو العشقِ) الذي يُعاني صاحبُهُ بحُبِّ شخصٍ آخرَ.. لهُ، وَ إنَّهُ علىٰ علاقةٍ بهِ، و رُبَّما يَذهبُ بعيدًا في شعورهِ و يصلُ به إلىٰ مرحلةِ المطاردة لِمَنْ يُحِبُّ!

وَ كغيرهِ من الأمراض النفسية يصعبُ تشخيصهُ و تحديدُ أسبابهِ.. و العلاجُ، لكنها تنحصرُ في ' البيئةِ و الفسلجةِ'، و مدىٰ تجاوب المريض مع المعالجِ.


ثانيًا:- علاقةُ الشعرِ بالوَهمِ..

            الشاعرُ امام الشعورِ أو الإقرارِ بالخذلانِ أو العجزِ! و حَتىٰ يُحققُ منتهىٰ حريَّتهِ .. عليه الإرتقاء  إلىٰ أُفقِ 'الوهمِ' لكونهِ أكثر رفعةً من ' الحُلْمِ'، و أشدّ نقاءً منه. فالأحلامُ شاعتْ بين الجميعِ و أُبْتُذِلَتْ، و لمْ تَعُدْ فَضلةَ المحتملِ، وَ بقيةَ الممكنِ!

فلا يرىٰ الشاعرُ بُدًّا من هجرانها ، و لا يعوِّلُ عليها في لذَّةِ الحريَّة المنشودة.

    يَنشأُ الوهمُ - لدىٰ الشاعر- عندما يتوغلُ في ثنايا إنسانيتهِ، و الَّتي تسيرُ معه جَنبًا إلىٰ جنبٍ، فيَصطنعُ تَقنيَةَ المرآةِ، مُتَّخِذًا الشبيهَ لهُ محاورًا، فيُحاورُه مُستَدرًّا غِيُومَ الذكرىٰ و الجسدِ في عالمٍ من المَرايا.

وَ هٰذا الآخرُ/الشبيهُ هو (الذَّاتُ) حَصرًا، تقتربُ حينًا.. وَ تنأىٰ في أحيانٍ أخرىٰ منهُ -أي: من الشاعر الواهم-.

فيضطّرُ العودةَ إلىٰ هويتهِ، و الإيمان بالمستقبل. و حينما تتحققُ الذاتُ بالوهمِ، يجدُ الشاعرُ نفسهُ في طريقٍ لمْ يَخْتَرْهُ بصوتِ " الأنا " عبرَ الماضي و الحاضر، فيستدعي أقنعةً لمواجهةِ رؤيتهِ المبنيَّة علىٰ إتهامِ عالمٍ آخرَ، فيخيبُ فعلَهُ، ثُمَّ يَتحولُ القناعُ إلىٰ شاهدٍ علىٰ صراعٍ مع الذّاتِ، بعدما كان راعٍ لذٰلكَ الصراعِ، فتتعطَّلُ رؤياهُ و يعجزُ عنَ الفعلِ و الإستبصار.

   

      ثالثًا:- ماهيَّةُ الشّعرِ...

     بِدْءً.. لسنا بصددِ تعريف الشعرِ علىٰ طريقةِ الشعراءِ و النّقادِ و الباحثين و الدارسين الأكادميين..  فهُم لهُم مدارسُهُم و آراؤهُم في ذٰلك!

إنَّما نتكلمُ بما فرضَهُ علينا الموقفُ حين تعاملنا معَ النَّصِ المعروضِ بين أيدينا.

فالشِّعرُ هو:- فنٌ أدبيٌّ، يعتمدُ علىٰ اِستعمالِ مُوسيقىٰ خاصّة 'موسيقىٰ شعرية'، فيه جماليةٌ و صفاتٌ و محسناتٌ لُغويَّةٌ فنيَّةٌ، تؤثِّرُ في السَّامع أو القاريء.

و هو.. عِلمٌ من علومِ العربٍ- بلا أدنىٰ شكَّ- يشتركُ فيه الطَّبعُ و الرّوايةُ و الذّكاءُ! كما يقولُ "الجَرجاني".

وَ لا بُدَّ منَ القصدِ و الوَزنِ و القافيةِ، وَ سُمِّيَ الشاعرُ شاعرًا.. لفطنتِهِ وَعلمهِ بما يَنظِمُ!

و هو قياسٌ مؤلَّفٌ منَ المُخيَّلاتِ، الغرضُ منه إظهارُ إنفعالاتِ النّفس بالتَّرغيبِ و التَّنفيرِ.

وبعد ذٰلك.. يحصلُ الإهتمامُ بنَسقِ الأفكار و ترتيبها، و ربَّما الجُنوحُ إلىٰ الخيالِ لدىٰ بعضهم، في لُغةِ العاطفة و الوجدان، بألفاظٍ نابضةٍ بالرِّقةِ و العُذُوبةِ مع تساهلٍ لُغويٍّ في النَّظمِ.

فسادتْ وحدةُ المقطعِ، و ليسَ البيت الشعري الواحد.. و وحدةُ الجَّوِّ النّفسي للقصيدة، مع عدم الإلتزام بوحدة الوزن و القافية!

فيهِ فَنُّ الوضوحِ التام و البساطةِ و العفويةِ، لُغتهُ تقتربُ من لغة التَّخاطبِ اليّومي.

           تَنْويــــــــهٌ:-

     نَسوقُ هٰذا الكلامَ كتمهيدٍ لدخولِ عَتبةِ نَصٍّ أدبيٍّ لا ينتمي لهوية الشعر بقواعدِ (الوزنِ و القافيةِ). بَيْدَ أنّهُ اِلتزمَ بالقَصديَّةِ، و اقتفىٰ خُطواتِ العاطفة و الوجدان، وَ أغرقنا معهُ بوهمِ الخيالِ، مستعملًا أرقَّ الألفاظ و أوضحها، بَلْ أبسطها، و بعفويةٍ، متناسقُ الأفكارِ، معبِّرٌ عن انفعالات نفسية، حَدَتْ بالكاتبةِ البَوْحَ بها ، و نَظَمَتْها بخطابٍ أَليفٍ علىٰ أسماعِنا..

{ كنتُ أراه.. شاعري!

الّذي لا يهدي كلماته إلّا لِي،

و لا ينبضُ قلبُهُ إلّا بعشقي،

و لا ينظرُ للجنسِ اللَّطيف أبدًا!}' النص'

    ما أسهلُها من لُغةٍ!

و قدْ يَعيبُها مِمَّنْ {في نفسه شيءٌ من حَتَّىٰ} صاحبةُ الأحوالِ العديدةِ، التي أَقَضَّتْ مضجعَ "سيبويه" و قالَ قولتهُ المشهورةَ عَنها...

لأنها:- حرفُ جرٍّ، و حرفُ عطفٍ، و أداةُ نصبٍ، و إبتدائيةٌ.. و فوقَ هٰذا و ذاك، لا محلَّ لها منَ الإعرابِ!

نقولُ.. قد يَعيبُ هٰذه اللُغةَ بعضُهم، لكنها تدخلُ في الوجدان ببساطة، دون التَّرميز و لا استعمالِ قواميس، تُغنينا عنِ السّؤالِ عَنْ أصلِ ' الإسطورة '، أو الحكاية الغريبة عن واقعنا اليومي!

و لسنا بحاجةٍ إلىٰ تدريبِ سَليقتِنا، أو نخوضُ تجاربَ مسبقةً لشعر 'العَضلاتِ المَفتولةِ'.. إن صَحَّ التعبيرُ.


    رابعًا:- تحليلُ النَّصِ...

  'وَهمُ الأقنعةِ' في الأصلِ موزعٌ إلىٰ أربعةِ مقاطعٍ، اِرتَأَينا أن نطلقَ عليها "أصواتًا"، تُداعِبُ أوتارَ حُنجرَةٍ واحدةٍ، كُلٌّ مِنها لهُ شأنُهُ وَ نغمتُهُ وَ ثِيمَتُهُ!

           الصوتُ الأولُ...

(كنتُ في لحظة وَهمٍ

أطيرُ مع الفراشات

اخبرهن عن نبضات قلبي

و هي تنبضُ باسم حبيبي

و عندما تِشرقُ الشمسُ

أخبرُها أن لا تشرق

لأن نور حبيبي ملأ الدنيا 

و عند الغروب أقول للقمر

بلْ أصرخ بصوت عالٍ

 لِمَ البزوغُ يا قمر؟

بدري في السماء قبلك 

تجمعتْ حوله 

نجوم أحلامي ...

فُلْ يا قمر ما عَدْتَ تنفعُ للسمر)..'النص'

   هذا الصوتُ يُحاكي طبيعةً لا ينتمي إليها، و لا من عالمها، و هو من بيده صَولجانٌ يسوقُ به مكوناتها، ينهىٰ و يأمرُ، و علىٰ الآخرين.. الطّاعةُ!

يَتُوهُ بخيالهِ و خُيلاءِه مع الفراشات، يرسمُ  بنبضات قلبه حبيبًا في إطارٍ و كينونةٍ لها جسدٌ/الوجهُ، اشعاعٌ/الشروقُ، إلْفَةٌ/السمرُ!

بالمقابل.. لا حاجةَ للمسخراتِ أن تُسعدُهُ.. {وَسَخَّرَ لَكُمُ ٱلَّيْلَ وَٱلنَّهَارَ وَٱلشَّمْسَ وَٱلْقَمَرَ ۖ وَٱلنُّجُومُ مُسَخَّرَٰتٌۢ بِأَمْرِهِۦٓ ۗ }(النحل ــ١٢)

فالواهمُ مخلوقٌ خارج نطاق الوجود، كيانٌ وراء المعقولِ، له ناموسهُ الخاص به في التفكير، لا يشبهُ إلَّا فصيلته، و هي- قَطعًا- من أفرادٍ نادري التكوين، قليلي العدد، نَزقي المَزاج!

    الصوتُ الثاني...

(كنتُ أراه حبيبي

 و صديقي، و رفيقي، و شاعري..

 لا يهدي كلماته إلَّا لي

و لا ينبضُ قلبُه إلَّا بعشقي

و لا ينظرُ للجنس اللَّطيف أبدًا

كنتُ أظنُّهُ احتكرَ نظراتِه لي.

و انشغلَ تفكيره بي، و تَسَيَّدْتُ أحلامَهُ 

و أني أغلىٰ أمانيه، و أثمن ما لديه) "النص"

 هذا الصوت.. تكلم عن الملكية فما هي؟ و متىٰ بدأت تأريخيًا؟

الملكيةُ الخاصة هي الحِيازَةُ للشيء، و يعود تأريخها إلىٰ عهد إفلاطون، و أجازَ القانونُ الوضعي الدفاع و لو بالقوة عنها،وحمايتها، لكن السياسيين انتقدوا حقَّ الملكية وأَعدُّوها  نواةً للاستغلالِ، بينما الإعلانُ العالمي لحقوق الإنسان صانَ حقَّ الملكية في

( لا يجوزُ حرمان أحد من ملكيته تعسُّفًا) المادة ١٧ الفقرة الثانية.

فلو جدلًا اِنسقنا مع الكاتبةِ في حقِّها، و مطالبتها بامتلاك الشَّخصِ.. لِنفسِهِ، كحقٍّ اخلاقي و طبيعي، للحفاظ علىٰ السلامة الجسدية و النفسية، سنعترف ضمنًا بحقِّ ملكية (الحبيب و الصديق و الرفيق و الشاعر) و هذا ما تُسَوِّقُ له الكاتبةُ، و بخاصةٍ عندما تكلمت عن الشاعر الصوت المُغرِّد ليلَ نهارَ، و هو يَلهجُ باسم المحبوبِ!

       الصوت الثالث...

(كنتُ في وهمِ الحبِّ المُعاقِ

حبٌّ بدأَ بكذبةٍ... 

و انتهىٰ بخيانةٍ شنعاءَ!

الكلماتُ ليست بحبِّي تُكتَبُ

و القصائدُ ليس لي.. تُنْظَمُ

و القلبُ يَنبضُ...

 للسمراءِ، و البيضاءِ، و الشقراءِ...

للعانسِ، و المطلقةِ...

للصغيرةِ، و الكبيرةِ...

للجميلةِ، و الدَّمِيمَة...).. "النص"

     آهٍ.. إنَّها المأساةُ حَقًا!

فسرعان ما انقلبَ السّحرُ علىٰ السّاحرِ، وَ انكشفَ زيفُ الوَهمِ...

(كنتُ في وهمِ الحُبِّ المُعاقِ)

فما عادتِ الكلماتُ المعسولَةُ ذاتُ نغمٍ يُدَنْدِنُ في المَسامعِ، و لا همساتٌ و لواعجُ النفسِ و نبضاتُ القلمِ المُتيَّمِ بَقيَتْ علىٰ حالها، بَلْ تَوزَّعتْ جميعًا و تحوَّلتْ إلىٰ ملكيةٍ عامَّةٍ، عَمَّتِ القاصي و الدَّاني، الغَثَّ و السمينَ...

و " تقَسَّمَ الجسمُ في جُسومٍ كثيرةٍ" كما يقولُ 'عروة بن الورد:!

       الصَّوتُ الأخيرُ...

(كنتُ في وهمِ الأقنعةِ أعيشُ

 أقنعةٌ أَوهَمتني بأشياءَ..... 

واضحةٍ للجميعِ.. إلَّا أَنَا!

أَظنُّها صُلبَ الحقيقةِ!

حَتَّىٰ أَصبحْتُ..

 أُؤمِنُ بأنَّ الحُبَّ أوهامٌ

 و الصدقَ لَفَظَ أنفاسَهُ الأخيرةَ

و الوفاءَ أصبحَ في خبرِ كانَ...

و اللِّعبَ علىٰ الحَبلين أصبحَ عادةً 

و الأقنعةَ صارَتْ مُباحَةً).. "النص"

    هٰذا الصَّوتُ يفضحُ ما دارَ علىٰ طاولةِ الإعترافِ بين محكومٍ بالموتِ، و مُلقِّنِهِ الدَّيني قبلَ تنفيذِ الحُكْمِ!

بين إنسانٍ يتعامىٰ بصرًا وبصيرةً، موهومٍ بما تماهَىٰ مع لواعجِ نفسهِ في غفلةٍ من الزمن.. و بين آخذٍ بيدهِ إلىٰ مَسْلخِ " الحُبِّ المزيف" لينتزعَ جلدَهُ، مركز الإحساس و الشعور، و يتركهُ بهيمةً تسيرُ علىٰ قوائمَ دونَ جِلدٍ و صوفٍ أو شعرٍ!

  

           أخيرًا...

 الأمرُ الأولُ:-

  الأدبُ العربي يُقْسَمُ إلىٰ شعرٍ و نثر.

و القصيدة الشعريةُ نوعٌ من أنواع الأدب العربي، و هي:- 

موضوعٌ شعري مكوَّن من عدَّة أبياتٍ، تُركّزُ علىٰ عنصرين أساسيين هما:- الوزنُ و القافيةُ.

فلا يجوزُ أن نطلقَ علىٰ ما يُخالفُ ذلك (قصيدة) عمودية أو حرة، لإنها أخلَّتْ بأحد  العنصرين!

  و جرتِ العادةُ عند المهتمين بالإبداع الأدبي، ان يطلقوا علىٰ هٰكذا كتابات بنثر مقفىٰ، أو قصيدة نثر أو خواطر شعرية.. إلخ!

و لمثل هذه الكتابات جمهورها و مُريديها و متذوَّقيها، فضلًا عن إنَّه لم يُحسَمْ الجدالُ في تجنيس هٰكذا كتابات، لا نقديًا و لا اكاديميًّا...

الأمرُ الثاني:-

 ما نحنُ بصدد الحديث عنهُ، أرىٰ فيه قَصديَّةً و عاطفةً، و جوًّا نفسيًّا قادنا إلىٰ هدف واضح، نالتْ بهِ كاتبَةُ النَّصِّ من سفاسف و قشور المشاعر الإنسانية، المتمثلة بــ "الحبِّ هذه الأيام" و هو إدعاءٌ بَدَا فيهِ الزيفُ و البهتانُ ظاهرًا للعَيان، و بخاصة"الحبُّ الإفتراضي، الفيسبوكي" و " حبُّ النظرةِ الأولىٰ" و ما ابتدع المهووسون و الموتورون و غير العقلانيين من سفسطات الغزل و الغرام، و التلاعب بمعسول الكلام!

وصلتِ الكاتبةُ - أو كادتْ أن تصلَ بنصِّها- إلىٰ قناعة ما رأته أو سَمِعتْ به أو لمسته شخصيًّا، و هي امرأةٌ راشدةٌ و متعلمةٌ، وجهتْ كلامها اللّاذع بحق سلوكيات تمقتُها الأعراف، و تشمئزُّ منها النفوس الطيبة، بما فاضت قريحتها بخطابٍ شعري أو نثري، أو بهما معًا، إلىٰ المتلقي الواعي و المدرك لسقطات الخُلق و الأخلاق، و دونيَّة النزوات، في حِصنِ مجتمعٍ عريقٍ بتراثه، متينٍ ببناءه، بَيْدَ أنَّها وَجدَتْ منافذَ مواربةً يُرادُ لها أن تنفتحَ ثانيةً، بمعاولِ العولمة و الموضة، و التقليد الأعمى، و التبعيَّةِ المزرية لكلِّ أسمال و قاذورات أفّاكي و مَهووسي تجمعات شاذَّة، تدَّعي بالإنسانيةِ و الحضاريَّةِ..

و هي براءٌ منها!


كلُّ التَحايا الطيبة للإستاذة (سندس البصري) و لجهدِها المُوجَّهِ و الهادفِ في زمن قَلَّتْ فيه الجرأةُ و المبادرةُ الطيّبةُ، و عسىٰ أن أكونَ قدْ اِستفَدْتُ من نصِّها لتقديمهُ كنموذجٍ يُقتَدَىٰ بهِ في نشرِ الوَعي الاِخلاقي باسلوبٍ أَدبيٍّ...

   (صاحب ساجت/العىاق)



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركة مميزة

زركش القلم بقلم احمد عدنان الجياب

احمد عدنان الجياب  زركش القلم  متى سيضيء النهار اشراقته؟ متى سيبلل المطر اجسادنا ليكتب الورد حريته؟ هل التقت جروح الروح بالجسد لينثر الدم حك...