تَغرُّبي:
آمنت أن الله أوجد ملعبي
واختص فيه الكل دون تضارب
فالبحر يسخر لاهياً بعبابه
والموج يصلب ماخرات مراكبي
وأنا وحيد الدار ألثم غربتي
والماجنون لكأسها هيا اسكبي
القهر يغزو شيبتي ووقارها
والموت يبقى باكياً لمتاعبي
فشبابنا قد هاجروا ودموعهم
تروي الرياض بحيرة وترقبِ
حتى الشوارع قد غفت في حسرةٍ
تشكو وتصرخ ياشوارعنا اغضبي
والوالدان على فراق أحبةٍ
نصبوا الخيام على أفول المغرب
والشمس غابت لا تود بزوغها
حزناً لفجر لا أرى بمضاربي
أواه يا وطني عهدتك نابضاً
منك المكارم والمحبة مشربي
بعناك بخساً وانتهى عهد السنا
صرنا رعاعاً نشتهي حتى السبي
لا آية تهدي الجموع ولا هدى
لا محكم التنزيل فينا أو نبي
اليأس لازم خَطوَنا بدروبنا
والحلم خاصمنا كسوط الغاصب
وشهادة الميلاد اضحت كذبة
كم غافلوها في خفايا المكتب
وحدودنا مفتوحة لتهاجروا
صرنا جميعاً بعض شيخٍ راهب
دنيا تعذب أهلها وبنينها
يا أرض شدّي في اصفرارك واضربي
فالزور اصبح رايةً نلهو بها
والعدل ممنوع لغير المكسب
ماذا جرى بالله إني سائل
فلترحموا سفري وعذر تَغرّبي
محمد قاسم ابو ثائر 31/12/2021
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق