ألخوف
بقلمي أنور مغنية
وقَفَت ساعةُ الوقت في يدي
لتكتبَ عمراً مضى
ليتني أعرفُ
الطريق إلى الأمسِ
كما يفعلُ السجناء إذا تحرَّروا
وإذا استمعوا إلى لحنٍ غجريٍ
ينسابُ على شفَتَيْ فتاة تبكي
وتضحك من شغف اللقاء
هل هذا اللقاء سيوقفُ الوقتَ ؟
وهل سترى الماء في الضباب ؟
ماذا لو ذهبَ الأمسُ ولم يأتِ الغدُ ؟
وننتظرُ إلى أبعدِ من بعدِ الغد ؟
ويقود قدماك الحلمُ والرؤى
كطائر ضاقت به الأشجار
فطارَ يُغنِّي على هواه
أتراكَ تكتبُ بحبر الحنين
عن شعورٍ يدفعك لتفهم
شعور الشوق حين غياب ؟
لستُ أدري ماذا أُسمِّيهِ
ولكن نلجأ إليه كما الطفل
يلوذ بحضن أمه ساعة خوف
أنا أنبع مثل حليب من ثدي أمٍ
يدرُّ حناناً وحبَّاً لطفلٍ ما جاوز الشهرين
تفوح من جلده رائحة الجنَّة
وفي عينيه باقات الياسمين
ثم نخافُ ونبقى بخوفنا خائفين
ما مصدر الخوف ؟.
نقفُ على الطريقِ ونسألُ كالمتسولين
خائفون لا نعلم لماذا ؟
وجهاً لوجهٍ مع ظلالنا
نسألُ الغرباء عن أنفسنا وعن الطريق
نحلمُ بأحدٍ يستطيعُ الكلام
فيقول لنا بأننا لسنا تائهين.
وأننا ضحايا الكلمات
وبأن المكان هنا يتَّسِعُ لحبيبين
هذا المكان لا يتَّسِعُ ولا حتَّى لكلمتين
لا مِنِّي ولا منهُ ، لكنه كان يقول ويسألُ
كمن يعترف بالذنبِ زوراً
تحتَ السِّياط.
كلماتهُ تزهرُ على شفتيهِ
هو خوفٌ ثم خوفٌ
في وطنٍ نحنُ فيهِ
ولا إسمَ لنا فيه .
لا شمس لنا ولا ظلّ
يخرجُ الخوفُ إلينا من صوت البلابل
ويُحدِثُ فينا جروحاً
كضربات المناجل
خوفاً ثم خوفاً هو القلبُ
أبحر في عشقهِ بخوفٍ ثم بخوف
لا توقفهُ الصخرة ولا الأنواء
فهل هذا العمر صادق؟
أم مراوغٌ في مشيتهِ فوق الأحزان؟
خوفٌ في النور وخوفٌ في الظلام
كمن يستجدي من هجير الشمس بالغمام
نجتازُ العمرَ بالآمالِ
ونحاولُ أن نكتبَ للأيام القصيدة
وسيلة لنعبرَ وننسى
إلى المساءات الجديدة
ومهما كان شكل الريح
لا يهمّ ما سيكون وما كان
فالجراح دائماً أخبرتني
بأني ما زلتُ أحيا وأحيا
وأن الأضداد تتساوى عندي
فأختار أسباباً جديدة لحياة جديدة
ومن أجل الحياة
وأن الحياة سترحلُ يوما
وتتركُ لنا حرِّبتَنا
لنختارَ ما نشاء
أنور مغنية 01 01 2022
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق