مجلة ضفاف القلوب الثقافية

الأحد، 27 فبراير 2022

ابنة الشمس ص 175 و 176 بقلم أمل شيخموس

- ماهذا العالم الذي لا أسمع فيه صوتك و همسك و لا أرى عينيك و لا أسمع أنفاسك و لا بسماتك ؟ 
قل لي بالله : ما هذا العالم المصنوع من الكرتون والزجاج  ؟ إني أراهُ عالماً عاجزاً عن الإحساس والمحبة والحياة .. عالمٌ يفتقدك إنَّهُ عالمي المليء بالوحشة والفرقة والغربة .. غريبةٌ .. غريبة يا حُبيبات الفؤاد القريح .. أحبكَ يا صميم الفؤاد النازف يالك من أحمق ! كيف تحرم نفسك مني ؟ أنا الجنَّةُ التي ستُسعدُ فيها لا محالة وسترثُ الملك فيها وتصبحُ سيد العالم المشنوق بانتظارك المر ، أريدك شعلة محبةٍ تضيء لي الطرق المظلمة ، أفتقدكَ ولا أحد يأخذ مكانك الشاغر في روحي فكل الذين تقدموا لاحتلال مكانك الشاغر عجزوا وباؤوا بالفشل . فأنت سيد الرجال فمُدَّ كفيك إلى مملكة الغنج والدلال ولن تندم لأن أصابعكَ ستتلون ذهباً وزمرداً ومُرجاناً ، لا تتردد ياقرحة الفؤاد المذبوح برموشك كالشفرات الحادة التي حلقت في عالمي نسراً ملوناً ، كل لونٍ من حياة وكُلُ حياةٍ من هول أهوال حبك لا تدعني أنعم بالسلام ، في حبكَ رأيت العويل واللهيب في حبك البخيل ، مشتاقةٌ إليك

 الصفحة - 175 - 
رواية ابنة الشمس* 
الروائية أمل شيخموس  

مشتاقة ياطنين الذكريات العنيدة التي لا تأبى أن تفارق مخيلتي النازفة ، ياساكناً في اللاشعور ، في العقل الباطن أتمنى الرحيل عن الأرض مادمت إلى جانب غيري . ألا تفكر في أنكَ خلفتني  وحيدة في عالمٍ موحشٍ لا أجد فيه سوى الذباب الخبيث يحطُ على خرائب أحلامنا المدمرة ؟ لم أجد سوى الأفاعي التي تنفث سمومها في أحاسيسي المجنونة ، و إلا كيف بقيت أسيرة ذكرياتٍ عنيدة يا جمرة الفؤاد الملتهب ؟ . . ليت الزمان يعود لا أختار حبيباً سواك . . أجزمُ أننا لا نضاهي شيئاً حيال الحب الحق . . يا صدقُ شيِّع روحي بأنوارك للأبد . . وداد يا زهرة الحياة الناعمة كم نددتِ ، قاومتِ ، بيد أنكِ كنتِ الأكثر قوة . . دندناتٌ تنادي بالانتصار مثيرةً تحركات نفسية و جسدية رائعة كقناديل مصنوعة من الشمع في عتمة الليالي . . اندلعت النيران مطالبةً بالثورة على الروتين و التحطب رافعةً ذراعي بسرورٍ عالٍ ، حاولوا قمعي باليأس ، لم يدركوا أن طاقة الأمل ستشع ، فالأمل منغرس في الروح كالأوردة المزروعة في الجسد . 

الصفحة - 176 - 
رواية ابنة الشمس* 
الروائية أمل شيخموس  

            

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق