السيكارةُ المسروقة
عندما كنتُ صغيراً أسرِقُ ال
تبغَ من جيبِ أبي جُنحَ الليالي
مُستغلاً فُرصةً حينَ أبي
ينبري وسْطَ هُمومٍ وٱنشغالِ
أنفخُ الدُّخّانَ ليلاً لاهياً
مُوقدَ النجمَ خيالاً من هلالِ
كلُّ دانٍ لي بعيدٌ في الرؤى
كلُّ ناءٍ لي قريبٌ في نوالِ
كانت السيكارةُ البيضاءُ لي
إصبعَ الغيمِ على رأسِ الجبالِ
كانت التهمةُ ظلماً لأخي
وأخي منها بريءُ الاشتعالِ
لاحظَ النقصَ تماماً والدي
مُستمِرّاً كلَّ يومٍ في توالِ
تنقصُ العُلبةُ من سيكارةٍ
لثلاثٍ سُحِبتْ دونَ ٱختلالِ
بيَدٍ ناعمةِ اللمسِ ندتْ
بصمةً فوقَ غِطاءِ الانسدالِ
آخذاً حيطةَ لصٍّ ماهرٍ
يخطفُ الكحلةَ من عينِ الغزالِ
وانكشافُ اللصِّ يبقى وارداً
إنمّا يبقى قليلَ الاحتمالِ
لم يكنْ شكٌّ إزائي أبداً
لمْ أَخَفْ حتى غُباراً للسؤالِ
مرّةً كانَ أبي مُسْتيقظاً
ورآني فتردّى الخوفُ حالي
كِدتُ أن ألفُظَ أنفاسي السما
أيُّ تبريرٍ سيُجدي في مَقالي
كلُّ تعنيفِ أخي يُصبحُ لي
بدلاً منهُ ومن يرثي لحالي ؟
خِفتُ أنْ أفْقِدَ ما لي عندَهُ
يوسُفيّاتي وعشقي ودلالي
قالَ غضبانَ أخوكَ النِمسُ من
سخّرَ البُرءَ ضلالاً في ضلالِ !
--
محمد علي الشعار
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق