تَخَيَّلْتُ لِبَعْضِ اَلْوَقْتِ
إِنَّهُ يُمْكِنُ اَلتَّوَقُّفُ عَنْ اَلْحُبِ
وَالتَّخَلِّي عَنْ سَرْدِ قِصَصِ اَلْعُشَّاقِ
وَالِامْتِنَاعِ عَنْ كِتَابَةِ اَلشِّعْرِ
لَكِنِّي كُنْتَ وَاهِمًا جِدًّا
كَمَنَ يَتَوَقَّفُ عَنْ اَلتَّدْخِينِ فَجْأَةِ
مَازَالَتْ آثَارُهُ تَسْرِي فِي كَامِلِ اَلْجَسَدِ
لَا يُمْكِنُ إِزَالَتَهَا دُفْعَةً وَاحِدَةً
أَوْ كَمَرِيضِ اَلسُّكَّرِ
اَلَّذِي يَتَوَقَّفُ عَنْ تَنَاوُلِ اَلسُّكَّرِ
دُونَ إِرَادَتِهِ وَلَكِنَّهُ لَا يَنْسَى
طَعْمَ حَلَاوَتِهِ أَبَدًا
لِأَنَّهُ سَيَعِيشُ دَوْمًا
يَشْتَهِي تَنَاوُلَ اَلْأَشْيَاءِ اَلْحُلْوَةِ
وَلَدَيْهِ رَغْبَةٌ جَامِحَةٌ فِي تَنَاوُلِ اَلسُّكَّرِ رَغْمَ شِدَّةِ اَلْمَرَضِ وَمَرَارَةِ اَلْأَلَمِ
رَغْمَ كُلِّ اَلْحِيطَةِ وَالْحَذَرِ
لَا يَسْتَطِيعُ اَلتَّحَكُّمُ فِي غَرَائِزِهِ
يَا لَهَا مِنْ تَنَاقُضَاتٍ
تَكَاد تَعْصِفُ بِكَ يَا اِبْن آدَمْ
وَلَكِنَّكَ لَا غِنًى لَكَ عَنْ حَوَّاء!
محمود فكرى
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق