إذا الليل أرخى سدوله ركنت إلى المحراب
أعتكف متجهدا أتوسل لله بانكسار الأواب
أبتهل لربي بقنوت و ادعو لك بظهر الغيب
اتوسل إليه أن يقيك من كل شر و مصاب
رفع الله شأنك في عين الآل و كل الأتراب
و وقاك من أهل الفجور و سترك بالححاب
فلا يحزنك قول كل هماز لماز و كل مغتاب
لروحك سعادة الكون و دعاؤك سيستجاب
و إني موقن بالله أحسن الظن دون ارتياب
من لنا غيره فمن يعتق و يعفو على الرقاب
إنه الرحمن الذي يعفو و يرحم يوم الحساب
هو السند المتين و هو وحده مدبر الأسباب
لا يمل من دعاء الداعي و لا كثرة المطالب
و في محكم التنزيل تبيان و فصل الخطاب
ترتيله شفاء للقلوب و سبيل لحسن المآب
و من اتبعه وقاه نوره من الحنق و الاكتئاب
فبذكر الله تطمئن القلوب و تزول الصعاب
و ذلك من عزم الأمور و مفتاح لكل الأبواب
أنت أهل لكل خير و في عيني أعز الأحباب
أنت روح الإهتمام و عطر في البوح ينساب
إليك وحدك اغرد و ليس في نظمي إطناب
بل هو صدق و ما حبك القلم عين الصواب
مكانتك في قلبي غالية و لا تحتاج للرضاب
لن أتنازل عنك و لو تضافرت علي الأحزاب
و إن أتى الأجل و دفن الجثمان في التراب
فقد حباني الله بالرزانة في الشدائد قضاب
لست صلدا و لا فظا لا يهتم ديدنه الغياب
بل أنا خل حليم صادق الوجد كبير الإعجاب
جلي مرهف الحس لا يكمىء وجدي ضباب
أخفض لك جناحي و أقي عينوك كالأهداب
لا أنساك لحظة حتى إبان الكدح و الإنكباب
و أنا دونك كأطلال طالتها التعرية و الخراب
فالروح لمهجتها نظير و دونها الدنيا أسراب
حين تغيبين عني أغدو كتائه وسط الأغراب
ممنوع من الضم و لا محل لي من الإعراب
أحن إليك فيضيق الفؤاد و تدمع المساكب
فالحياة دونك ظلام يرميني بنصب و عذاب
دونك القلب شقي و مصيره التيه و التباب
قربك منتهى السعادة و به الحياة تستطاب
في قربك شرف الإنتساب لأشرف الأعتاب
و إني لأسعد محظوظ إذ حباني بك الوهاب
لا ترى فيك العيون ما يشوب و لا ما يعاب
خلق رفيع مفخرة للأخيار و شريفة الأنساب
حصورة عفيفة و حسن ساحر و بهاء جذاب
قلب مؤمن و نضارة وهاجة و هندام خلاب
حكاية وجدنا اسثتناء ما حكى مثلها الكتاب
و ما رُوي نظيرها و لا عاش مثلها الأصباب
لطف من المنان و تدبير تحتار فيه الألباب
هبة من الرحمن و غاية يدبرها رب الأرباب
يمحو الله ما شاء و يثبت فعنده أم الكتاب
آ.خ.حمو أشوخان
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق