الثلاثاء، 5 أبريل 2022

متعب أنا بقلم صلاح الورتاني

متعب أنا

متعب بعروبتي 
ببلدي الشاكي حظه 
بلغتي التي جلدوها 
غيروا مفاهيمها 
معالمها وقواميسها 
أبدلوا حروفها أرقاما
هي تعيش أسقاما 
أضافوا ياء للتأنيث 
أما الضاد فحدث ولا حرج
أصبحنا نخاف عليها من الإندثار 
 طغت عليها لغة الإستعمار 
سطت عليها عدة لهجات
كم كنا نبحر في بحورها 
لا نعرف المستحيل 
نرتع في حقولها كالغزلان 
كنا وكانت في أمان 
نحفظها في صدورنا 
نرددها في أشعارنا 
نغوص في معانيها 
نركض في روابيها 
أبدا ولا نتعب 
هل فكرتم فيها يوما 
في من يسعى لتغييبها 
لغة القرآن 
سيحاسبنا الرحمن 
فرٌطنا في شريعتنا
وتمادينا في غيٌنا 
لم نعترف بأخطائنا
ما دافعنا عنها لغتنا 
نرى ونسمع ولا نحرك ساكنا 
إبتلينا بعدم الإكتراث 
حتى صرنا إلى الحضيض أقرب 
ماتت فينا نخوتنا 
مات فينا شموخنا
بعدما كنا مضرب الأمثال 
قيدونا بالعقال 
قيدوا معنا لغتنا 
حتى نختفي وتختفي
لكننا اليوم علينا أن نفيق 
قبل أن نصير ولغتنا إلى الغريق 
ويضيع منا كل طريق 
هل عرفتم لماذا أنا متعب 
لأني بغير لغتي لن أعيش 
وبغيرها لا أعرف الأصالة 
ولا مجد من سبقونا 
لذلك هم اليوم احتقرونا 
فانا متعب وربي أحبتي 

صلاح الورتاني //  تونس

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركة مميزة

ملكة الياسمين بقلم فاطمة حرفوش

" ملكة الياسمين" دمشقُ يادرةَ الشرقِ وعطرَ الزمانِ  ياإسطورةَ الحبِ ورمزَ العنفوانِ لا عتباً عليك حبيبتي إن غدرَ بك الطغاةُ وأوصدو...