الجمعة، 29 أبريل 2022

عزرائيل

 الرواية (عزازيل) هي ترجمة لمجموعة لفائف مكتوبة باللغة السريانية ، دفنت ضمن صندوق خشبي محكم الإغلاق في منطقة الخرائب الأثرية حول محيط قلعة القديس سمعان العمودي قرب حلب/سوريا . كُتبت في القرن الخامس الميلادي وعُثر عليها بحالة جيدة ونادرة ، وتم نقلها من اللغة السريانية إلي العربية .

الرقوق الثلاثين عبارة عن سيرة ذاتية للراهب المسيحي المصري هيبا ، والذي عاش في الفترة المضطربة من التاريخ المسيحي الكنسي في أوائل القرن الخامس الميلادي والتي تلتها انقسامات هائلة بين الكنائس الكبرى وذلك علي خلفية الخلاف حول طبيعة المسيح .

كتب الراهب هيبا رقوقة مدفوعا بطلب من عزازيل أي "الشيطان" حيث كان يقول له :" أكتب يا هيبا ، أريدك أن تكتب ، اكتب كأنك تعترف ، وأكملْ ما كنتَ تحكيه ، كله…." وأيضاً " يقول في رده على استفسار هيبا :" نعم يا هيبا ، عزازيل الذي يأتيك منك وفيك " .

وتتناول كتب الراهب هيبا ما حدث له منذ خرج من أخميم في صعيد مصر قاصدا مدينة الأسكندرية لكي يتبحر في الطب واللاهوت . وهناك تعرض لإغواء أمرأة سكندرية وثنية (أوكتافيا) أحبته ثم طردته لما عرفت أنه راهب مسيحي . ثم خروجة هاربا من الأسكندرية بعد ثلاث سنوات بعد أن شهد بشاعة مقتل العالمة هيباتيا الوثنية علي يد الغوغاء من مسيحي الأسكندرية بتحريض من بابا الأسكندرية . ثم خروجه إلي فلسطين للبحث عن أصول الديانة واستقراره في أورشاليم (القدس) ولقائه بالقس نسطور الذي أحبه كثيرا وأرسله إلي دير هادئ بالقرب من أنطاكية . وفي ذلك الدير يزداد الصراع النفسي داخل نفس الراهب وشكوكه حول العقيدة ، ويصاحب ذلك وقوعة في الحب مع امرأة تدعي (مرتا) ، وينهي الرواية بقرار أن يرحل من الدير وأن يتحرر من مخاوفه بدون أن يوضح إلي أين .

الرواية تمتاز بلغتها العربية الفصيحة وتناولها فترة زمنية غير مطروقة في الأدب العربي برغم أهميتها ، وتمتاز في كثير من مواضعها بلغة شعرية ذات طابع صوفي كما في مناجاة هيبا لربه .



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركة مميزة

الاشتياق بقلم أبو خيري العبادي

بقلمي.......الاشتياق هل تشتاق لها..؟ نعم وهل هي اليك تشاق ..؟ لا أظن أنها تشتاق أبقى طول ليلي حنينا اليها لاتطبق الاجفان لو كانت كما أعيش ال...