مَاذَا لَوْ أَخْبَرَتْكِ
أَنِّي أُحِبُّكِ بِكُلِّ نَدُوبَكِ
بِكُلِّ أَحْزَانِكِ اَلَّتِي تَكْسُو وَجْهَكِ
بِكُلِّ تَفَاصِيلِكِ اَلطَّبِيعِيَّةِ
بِلَا رُتُوشٍ ، بِلَا مَسَاحِيقِ اَلتَّجْمِيلِ
أَنْتِ جَمِيلَةٌ جِدًّا مِثْلٌ اَلزَّهْرَةِ
اَلنَّاعِمَةِ
رَائِحَتُهَا تَفُوحُ بِالطِّيبِ
فِي كُلِّ مَكَانٍ
أَنْتِ شُعَاعُ نُورٍ
يُضِيءُ لِي
وَقْتُ اَلظَّلَامِ وَيَبْعَثُ لِرُوحِيّ اَلْأَمَلِ
وَقْتَ اَلْبُؤْسِ وَحِينَ الصَّمْت
وَالسُّكُوت عَنْ اَلْكَلَامِ
أَنْتِ شَرَارَةُ اَلْحُبِّ اَلْأُولَى
وَكُلَّ اَلْأَحْلَامِ
أَنْتِ قَصِيدَةٌ نَادِرَةٌ رَغْمَ غُمُوضِهَا
لَا يَفْهَمُ فَحْوَاهَا إِلَّا شَاعِر عَظِيم
قَرَأَهَا أَكْثَرُ مِنْ مَرَّةٍ بِعِنَايَةٍ فَائِقَةٍ
وَلَمْ يَمُرْ بِهَا مُرُورُ اَلْكِرَامِ
وَأَدْرَكَ وَجْهُهَا اَلْخَفِيّ
وَعَرَفَ كُلُّ اَلْأَسْرَارِ
أَنْتِ مَدِينَةٌ جَمِيلَةٌ
لَمْ يَطْمِسْ هُوِيَّتَهَا اَلِاسْتِعْمَار
بِرَغْمِ كُلِّ اَلْمُتَغَيِّرَاتِ وَالْأَحْدَاثِ
بِرَغْمِ أَوْقَات اَلِانْهِيَارِ
أَنْتِ أُغْنِيَةٌ رُومَانْسِيَّةٌ
يُطْرِبُنِي إِيقَاعُ كَلِمَاتِهَا اَلْعَذْبَةِ
فِي اَللَّيْلِ كَمَا اَلنَّهَارٍ !
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق