قد غبت عنك و ما غيبني إلا السقم
و رغم العناء فإن غليان البوح يحتدم
كيف لا و القلب بك شغوف و مغرم
فأنت جوهر انشغالي و سر الإهتمام
فلا تقس على قلب بك متعلق متيم
تغيب عني فأقلق لشأنك و كم أتالم
و إن غبت عنك تغتاض مني فتسأم
أطل على البستان الأخضر و أتعشم
فحين ألقاك يزول العناء كأنك بلسم
و أخر ساجدا للقادر لأحمد ذي النعم
الذي ألف بيننا و اختيار المقتدر كرم
و في حمد الله بركة و تدوم به النعم
و أنت نعمة و مكسب نظيره منعدم
تحصد النجاحات و التفوق أمر جازم
يا مفخرة يشهد على رقة قلبها الأنام
أنت قرة عيناي و روح الروح و التوأم
سيدة الحسان رشيقة الخطى كالريم
آية في الجمال و نبوغ العقل السليم
طيبة لا يفوز بها إلا الكريم ابن الكرام
تلك هي مكارم الأخلاق و نبل المقام
و هي هوان و ضعف في أعين اللئام
فسبحان الذي يجمع القلوب و يلائم
و ينشئ بينهم مودة غايتها الإنسجام
تندمج الأرواح في كيان واحد ملتحم
و إن تلبدت السماء و غشتها الغيوم
سرعان ما يصفو الجو فينجلي الغيم
صرح لا يهده منغص و لا ماكر يخرم
فإن وجدك مكين في القلب متحكم
لا تطيب الحياة دونه و لا يحلو النوم
لا حياة تطيب دونه و لا أمر يستقيم
إن الوجد ميثاق و الخل يعذر لا يلوم
يتبين الحقائق لا يقاطع و لا يخاصم
لا تثريب عليك فلا ربب أنك لا تعلم
ما ألم بي من سقم و وجع مرير مؤلم
لكنني صبور على البلاء مؤمن مقدام
لا يرهقني العناء و لا تخيفني الهموم
عزيمتي من فولاذ ملحاح لا أستسلم
فأنا مغوار لا يشق له غبار و لا ينهزم
آمنت بحلم راه الأغيار أضغاث أحلام
لكن الموقن لا يقنط من روح السلام
و واجهت صعابا لا يتحملها إلا همام
فكان الجزاء من ذي الجلال و الإكرام
آ.خ.حمو أشوخان
المملكة المغربية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق