الاثنين، 29 أغسطس 2022

الأرض بقلم فلاح الكناني

قصة قصيرة
ألأرض:
خرج من البيت متثاقلاً. والحيرةُ ترتسمُ على وجههِ. يحمل حقيبة ملابس خفيفة على كتفهِ. فهو ذاهب لمكان لم يزره منذ طفولته .ولم يتذكر عنه الشيء الكثير سوى كلام الوالدة. التي توفت قبلَ أسابيعٌ .قليلة.فهو ثمرتها الوحيدة من زواجٍ ,خالفت فيه العرف العشائري السائد في مجتمعها.ذهبَ وهو متردد كثيراً يكادُ يسمعُ صوتاً بداخله ينصحه بعدم الذهاب. فهي رحلة لا يرتجى منها املٌ كبير.  ركب حافلة صغيرة اوصلتهُ لمحطة القطار..ومن هناك قطع تذكرة وركب القطار الذاهب للجنوب.. لأرض اجداده ومسقط رأس والدتهِ.وأتخذ موقع الكرسي القريب من النافذة..حان الوقت وسمع جرس المحطة يأذن بتحرك القطار. صدمتهُ كثيراً دقات الجرس. أحس كأنها تدقُ فوق رأسه. تنصحهُ لاتذهب. عد . ترجل من رحلتك. التفت للركاب القليلين المنتشرين بالقاطرة .ودمعة حيرى بمآقيه. فرأى كل واحد مشغولٌ بأمره .فتمالك نفسهِ وعاد ينظر من النافذة ويتذكر كلام والدته وهي على فراش المرض. بُني : إذا وافتني المنية . أذهب الى قريتنا الى بيت ابي الى اخوتي .فأنا اختهم الوحيدة ولي حقٌ شرعي بميراث أرض جدك. وطالبهم بأرثي المتوارث من أبي. فعند وفاتي سيتوقفون عن ارسال المال. على اعتبار اختهم قد توفت وانت أبن رجل غريب عنهم. بُني طالب بحقي عسى ان تنال نصيب من تلك الارض التي تدر واردٌ يحسد عليه..فتذكر عادات وتقاليد بعض عوائل المزارعين. أنهم لايعطون البنت المتزوجة من غريب نصيبها من ارض ألآباء.. فأنتابهُ اليأس مرةً  اخرى. وسار القطار ليلةً وضحاها. فوصل وجهتهُ .وترجل صاحبنا يتمشى وسط ارض البساتين والنخيل والاشجار السامقة. حتى وصل دار جده... أرض مسقط رأس الوالدة.فأحس بشيءٌ غريب وألفه لم يألفها من قبل.شعر أن ألأرض تعرفهُ وألاشجار والنخيل والنهر الصغير..وبوابة والمنزل الكبير. كل شيء مألوف لديه الآن . وقفَ مذهولاً ومصدوم .ولقطات ذكرياتٍ بعيدة تثب من ذاكرته .يحاول الامساك بها فتتلاشى. وسؤالٌ بذهنهِ يحوم لما أمي تركت كل هذا وعاشت غريبة.؟وإذا بيدٍ تربت على كتفه. أهلاً بك تفضل..

فلاح الكناني
24 سبتمبر 2021

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركة مميزة

نَبعَ حُب بقلم محمودعبدالحميد

.. نَبعَ حُب .. مُخَضبُ قلبي بعِشقِ أزلي وحُبُ كائن قَبلَ كينونةِ أرضنا الفانية حُبُ لا يعرفُ ميلادآ ولا حياةَ  ولا ممات حُبُ يَنضَحُ ...