الثلاثاء، 4 أكتوبر 2022

رياح الخيبة بقلم فاطمة حرفوش

رياح الخيبة .
ننطلق في رحلة الحياة محملين بآمال وأحلام كثيرة، تنوء عن حملها أنفسنا .
نحاول أن نرسم لها مسارا" متميزا" فريدا" عن الأخرين.
نلون أحلام طفولتنا وشباننا المبكر بألوان زاهية وننطلق نحو الهدف .
نزرع أحلامنا في تربة آمالنا ونمضي ...
وما إن نخطو خطواتنا الأولى حتى تبدأ الرياح بمعاكستنا
تهب عليها وعلينا رياح الخيبة لتحرف مسارنا!.
في البدء لا نبالي نحاول تجاوزها ونستمر في عصيانها 
ننجح أحيانا" وأحيانا" أخرى تتغلب علينا فترمينا ،فنحصد
الخيبة ومرارة الفشل .
نتأوه ...نتألم ... نتوقف في مكاننا ... ولوعورة الطريق 
نرجع لنحاول أن نرمم جراحنا التي أدمتنا والمضي 
قدما".
خيبات تتوالى واحدة إثر أخرى .... خيبات الأحلام 
التي لا فضاء مسموح لها في سماءنا . لا تسمح بها غربان
وخفافيش الظلام التي تسود سماءنا فلا أحلام إلا على مقاسها ووفق شروطها .
وخيبات أصدقاء الطفولة والصبا التي عقدنا على صداقاتهم .
الآمال العريضة لكن عندما وضعنا الزمان بمحك إختبار صداقاتهم
فشلوا سقطوا بعد أن رمونا بسهام غدرهم .!!!.
وخيبات حب كبيرة أصابت قلوبنا بمقتل فاحتاجنا لأوقات
طويلة جدا" نرمم قلوبنا ونعيد لها الحياة ...
ولا تتوقف هذه الرياح عن الهبوب وتعصف بنا وتضرب 
أعز وأغلى مالدينا...أوطاننا فنصاب بأقسى أنواع الخيبات 
فتمزقه وتمزقنا وتلقي بنا في أتون غربة أقسى وأمر من 
الموت فنبقى في سجن غربتنا الداخلي نجلد أنفسنا فلا نشبه هذا الوطن ولا هو يشبههنا .....
أوبسجن الغربة الخارجي نبحث عن أوطان بديلة فتنزف أرواحنا حنينا" وشوقا" ...
وهكذا نحن وهذه الرياح المشاكسة في مد وجزر وصراع 
مرير لكنها مهما ضربتنا وعصفت لن نسمح لها بأن تكسرنا
وسنمضي في طريقنا الذي إخترناه لأنفسنا متمسكين بقوة إرادتنا ووعينا وبسلاح الأمل الوحيد وحبنا الشديد 
للحياة إلى نهايته .
... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ....
بقلمي فاطمة حرفوش ..سوريا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركة مميزة

‏بنك القلوب بقلم ليلا حيدر

‏بنك القلوب بقلمي ليلا حيدر  ‏رحت بنك القلوب اشتري قلب ‏بدل قلبي المصاب  ‏من الصدمات ولما وصلت على المستشفى  ‏رحت الاستعلامات ‏عطوني ورقة أم...