اليَتِـيـمَةُ.. (من وحي ظروف عيش المهجّرات في المخيّمات).
كَمْ جَارَتِ الدُّنْيَا فَخَانَتْ أَهْلَهَا
وكَمْ رَمَتْ فِي الهَاوِيَاتِ قَبْلَهَا
كَانَتْ فَتَاةً فِي صِوَانٍ عِرْضُهَا
لَا يَعْرِف الـجِيرَانُ بِنْتًا مِثْلَهَا
فَـأَصْـبَـحَتْ وَضِـيعَـةً ذَلِيلَةً
تَمْشِي فَيَسْرِي الهَمُّ، دَوْمًا، حَوْلَهَا
جَنَى عَلَيْهَا فِي الحَيَاةِ فَقْرُهَا
والحُسْنُ زَادَ الطِّينَ بَلًّا، وَيْلَهَا
مَاذَا، تُرَى، أَنْ تَسْتَطِيعَ فِعْلَهُ
الفَقْرُ، والفُسَّاقُ الْتَفُّوا حَوْلَهَا
إِنْ أَضْرَبَتْ فَلَمْ تُغَادِرْ كُوخَهَا
لِلسَّعْيِ، جَاعَتْ يَوْمَهَا ولَيْلَهَا
وإِنْ سَعَتْ، تَعَرَّضَتْ جِهَارَةً
لِلْغَمْزِ، والتَّكْشِيرُ يُغْرِي مَيْلَهَا
يَـتِـيـمَةٌ، لَا مَنْ يُكِفُّ دَمْعَهَا
غَرِيبَةٌ، لَا مَنْ يُغِيثُ مِثْلَهَـا...
حمدان حمّودة الوصيّف... (تونس)
"خواطر" ديوان الجدّ والهزل
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق