خافوا من بطش العسكر
تسللوا للقارب في حذر
يحملون ابناءهم رغم الخطر
و دمعهم من العيون ينهمر
لا يعرفون ما يخفيه لهم القدر
هربوا من الموت في البـــــر
وجدوه في البحر ينتظر
حتى الرضيع فيه احتضر
رماه ابوه مكفنا بما ستر
مات من عطش و ما صبر
دفعهم الخوف نحو المفر
ما يقي من العائلة أي نفر
ما ابشع الوطن اذا غــــــــدر
و مسقط الرأس يصبح قبـــر
تركوا الذكريات و المقر
فأيهم الأبشع و ألأمـــــــر
الموت غريقا يتحـــــــسر
أم بلغم في بيته تفجر
أو يدفن حيا بين الحفر
أم يعيش ذليلا محتقر
ما عاد للقانون تطبيق
و لا عاد للرحمة طريق
من يرى موت طفل غريق
جسده الصغير رقــــــــيق
كيف لضميره لا يستفيق
من يقطع رأس شقــــــيق
و هو يسترحمه بالتحديق
كيف لقلب القاتل أن يطيق
من يفجر بيت الصديـــــق
كان له بالأمس خير رفيق
و نفسه هادئة أمام حريق
وصفهم بالانسانية لا يليق
حتى الوحوش لها صديق
و حبل الود بينهم وثـــــيق
فماذا جرى لهؤلاء الناس
هل مات فيهم الاحساس
و خبثت من جرمهم الأنفاس
جثث ضحاياهم بألاكداس
أيظنون انهم الأقويـــــاء
و في بطشهم اشـــــداء
بينما أيدي ترفع بالدعــاء
متضرعين لرب الســـماء
لهم في عدل الله رجــاء
لمن أسال منهم الدمــاء
يرفعون للجبار الاشــتكاء
من ظلم الأخوة ألأعـــداء
يمهل و لا يهمل من اعتدى
و نهاية كل الطغاة مؤكدة
فأين فرعون تجبر و تألـلــــه
و النمرود بماله طغى و تكبر
و أين الجبابرة و أين الأكاسرة
فكل ظالم له موعد لن يخلف
الشاعر الحبيب كعرود
تــــونــــس 22/10/02
( صورة حزينة بشعة من واقع معانات اخوتنا السوريين فرج الله كربهم لوالدين سوريين يرميان رضيعهما في البحر بعد ان مات عطشا مع 6 انفار...فرج الله كربهم)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق