"مَنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا "
الإسراء ١٥
استحقاق رضوان الله لا ينال بالتمني ، ولن يقدمه لك أحدهم على طبق من ذهب أو فضة ...
فإذا كان الخلل عندك في فكرك فلن يصلحه إلا أن تهتدب وتتوب أنت لتسعى لإصلاحه ، فلن يكفيك توبة الناس جميعا شيئا إذا تابوا وأصبحو مؤمنين ...
ولا تكن كمثل رجل اتسخت ثوبه فأمر الناس جميعا ليغسلوا ثيابهم ، ويبقى هو على حاله فلم يصبه من النظافة شيئا ...
واعلم أنك لست وحدك الذي تحتاج إلى التوبة ، فوالله جمهور البشر الذي يحيا على الأرض كلهم أحوج ما يكونوا إليها ...
لأن تخليط الصالح بالطالح ، ولبس ثوب المعاصي هو ستار يتوشى به الناس وكأنه فخر يرتدونه ، وهم للأسف من كثرة طيش غرائزهم ، وقلة حسناتهم ، و اضطراب اليقين عندهم خلطوا عملا صالحا وآخر سيئا ، فصاروا أحوج للتوبة قبل أن يفوت عليهم الأوان ...
فأنت لست وحدك ، وكلنا في الهم سواء
لكن صاحب المعدن النقي سريعا ما يجلو من عليه التراب ، فيلمع ويرقى في سبحات روحية وفكرية رائقة ، فتنتشله بعد اصطفاء الله له ، فيتوب ويرجع ، لأنك ساعتها على يقين بأن لا أحد يقوم عنك ليعمل لك ، ولن يغنى عنك أداء احد عنك ...
سليمان النادي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق