--- حمامة الاصيل ---
أتدلّى على شرفةِ الليل حتى أراكْ
و أمحو تفاصيل غيمي بريح هواكْ
تعالي بأجنحتك
و ضيائكِ و الهمسات
تعالي من الباب
إن السماءَ تريدُ احتواءك لي نجمةً
و البساتين .. حيث الحقول
تريد احتواءك لي زهرةً
داخل الليلة الماطرة
يقبل البرد مزدهرا سيدا في الضلوع
يقبل الغيم محتفلا بالذي في العيون
و لا تقبلين
برغم انحناء الجبال ..
انحناء النوافذ و الصلوات
و رغم التجاعيد محصورة في المراكب و الأرصفة
و رغم الهدير الذي يتدلى
على طرفي المداخن و الأقبية
و رغم القليل من الضوء يرحلُ عبر الكثافة و الانتشار
و لا تقبلين
مع اللحظة المتأملة الذابلة
فكيف أفكرُ؟ .. كيف أفكرُ .. كيف أفكرُ؟؟
أني أصير عناقيدَ باليةً للأماكن و الأرصفة
و أصيرُ كثيفا أمام الهشاشة
أين أنتشارُك محض انفصال
أصير هشيماً أمام الكثافة
أين انثواؤك في الصدر محض انفعال
أصير غزيرا على طرفي المداخن و الأقبية
إنني أتساقط فوق الثرى نتفا من رماد
و عيناك..
عيناك صافيتان كبحر الندى
برغم التخيُّل و الانغماض..
أصير خيالا بذهن التصلُّب و الاحتشاد
أغيب إلى قلعةٍ في الأصيل
أشدُّ حدودك في القلب حتى أشدك
يا بلدي
تعبي
هدفي
أشد انغماسك في البعد حتى أضمك
أجتذبُ الثلج .. و الريح
يا لبياض يديك.. و يا لسوادي!
و أشعر أن يديك تريدان مسح عيوني
و أخذي إلى آخر العمر
يا ليديك اللتين تهيمان بي!
و يا لذراعي
لا تبرحان تهمان بالضم قبل وصولك!
قبل وصولك أهمس في أذنيك:
( آه فينوس .. فينوس .. فينوس )
يا للبساتين و الشرفات!
و يا لي !
تطير الفراشاتُ من شفتي
و تطيرُ المرابعُ في مهرجاني وصولك..
مع رعشة في الظلوع
و تلويحة ٍمن يدي للأفق.
شعر: رابح بوصبيعة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق