إلى قَلْبِي
يَا قَلْبُ، يَا نَـهْـرَ الـمَسَـرَّةِ والأَسَى
قُلْ لِي، شُفِيتَ، أَهَاجَكَ الإِيقَــاعُ؟
أَمْ قَدْ جَرَى فِي نَـهْـرِ سِرِّكَ خَاطِرٌ
ووَجَى مِيَاهَكَ مَرْكَـبٌ وشِـرَاعُ؟
إِنْ كَانَ ضَـرَّكَ فِي الـحَيَاةِ تَفَـرُّدٌ
فَايْأَسْ، فَقَسْمُكَ وِحْدَةٌ وضَيَاعُ
أَوْ كَانَ هَاجَكَ أَنْ رَأَيْتَ حَبِيبَةً
خَانَتْ عُهُودَكَ، فَالهَوَى خَدَّاعُ
أَوْ كَــانَ هَـزَّكَ أَنَّ فِـيكَ مَـوَدَّةً
صَرَخَتْ ولَمْ تُسْمَعْ، فَلَا سُـمَّاعُ
كُتِبَ الغَـرَامُ عَلَيْكَ، إِنَّكَ مُغْرَمٌ
بِـأَحِـبَّـةٍ، وحَبِـيـبُكَ الإقـْـــلَاعُ.
مَا مِنْ حَبِيبٍ رُمْتَ فِيهِ هَنَاءَةً
إِلَّا جَفَـاكَ، أَمَا نَـهَـاكَ صُــدَاعُ ؟
قَدْ قُلْتَ : إِنِّي مُرْسَلٌ لِـفَـضِـيلَةٍ.
قَدْ سِيـمَ إِخْوَانُ الصَّـفَاءِ فَبَـاعُوا
كَـمْ مِنْ خَـلِـيلٍ قَـدْ أَضَعْتَ لِأَجْلِـهِ
حُـلْـمًا فَـبَاعَ*، مَعَ الرّيَاحِ، وبَـاعُـوا
حَسْبُ الهَوَى آهٌ، وحَسْبُكَ مِنْ هَوَى
الأَحْــبَـابِ وَعْــدٌ خُـلَّـــبٌ، فَــوَدَاعُ
كُتِبَ الشَّـقَـاءُ عَـلَيْكَ، فَاعْلَـمْ أَنَّـمَـا
كَـتْبُ العَـذَابِ مُـلَازِمٌ ومُــشَــاعُ.
فَـتَـغَـنَّ، في دُنْـيَـا الغَـرَامِ، مُرَدِّدًا
ضَاعَ الـغَـرَامُ وضِعْتَ يـَا مُلْـتَـاعُ.
*بَاعَ ، يَبُوعُ، بَوْعًا : مَدَّ بَاعَهُ ومَلَأَ خَطْوَهُ.
حمدان حمّودة الوصيّف... (تونس)
"خواطر" ديوان الجدّ والهزل
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق