فريدة الحسن
بقلمي أنور مغنية
هلاَّ غضضتِ الطرفَ
أم أنَّكِ شئتِ أن تفتكي بالفؤاد المتيَّمِ ؟
أأطلقتِ رمشَكِ أم كان سهماً ؟
وقد حدَّدتِ مواضعَ القتلِ للسهم ِ .
لقد نسيت فيك ليلى
ولم يبقَ سوى اسمك فوق فمي
فارمي بلحاظكِ ما شئتِ وتمادي
فما الرَّميُ إلاَّ عذاباً لمَن رُمي .
أغارُ عليك من نسائم الصيف
إذا مرَّت بين طيَّات شعرك المُعتمِ
وأحسدُ فناجين قهوتنا
لو لامسَت شفاه المبسمِ.
أسافر أليك مع سرب القَطا
علَّ حسرتي تزول
ويختفي ألمي .
أسربَ القطا احمل سلامي
وأبلغها أني في طول تندمِ.
أصحبتي قولوا لها
أنها معذبتي وقاتلتي وهي
صاحبة القلب فلتعلمِ.
فإن يوماً صادفتموها اسألوا
بالله كيف اليوم يستباح دمي ؟.
ولا تحسبوا أني صريعُ صارمٍ
بل بما رمَت الرموشُ من أسهمِ
لها سطوة الأيام وحسن يوسفٍ
لو تغَنَّت شابَ زريابٌ وتاه عن النَّغَمِ.
ولما قد تعانقنا وتكلمت عيونها
قالت مقالةً نَطَقتها كأنها من فمي
وألقت بشعرها فوق كتفي
والتفَّ بغيرِ رأفةٍ
حول خصرها معصمي.
ورأيت الخضابَ فوق كفّها
وسألت أبعدَ قتلي تتهمي ؟
أجابت بأنها يوم الفراق بكَت
ومسحَت عن عينها دمعاً مثل دمي
وبكيتُ لمَّا سمعتُ مقالها
بكيت على فريدة الحسنِ
بين الأعراب والعجم.
أنور مغنية 03 12 2022
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق