الأحد، 22 يناير 2023

عذابات بقلم شحدة خليل العالول

 عذابات

طبولٌ كما الزلزالِ تعلو ورعدُ // وأثوابُ  جُرْحٍ قدَّها المُسْتبِدُّ

لإرهابِ شعبٍ في الثرى مثل طَودٍ // غَنيٍّ عنِ التعريفِ في الحقِّ ندُّ

فلا يرتضي الإذلالَ نهجاً يُداوي // جِراحَاً وإنْ غارتْ ويُرضيهِ جَلْدُ

فخاضَ الغمارَ المُستقيمَ المُنادي // بأعلامِ عِزٍّ ثابتٍ لم يُهَدُّ

ومجدٍ تليدٍ كاللظى قامَ يعدو // لصدِّ العدا فالنورُ هدْيٌ وكدُّ

وإنْ صَنَّفوا جيشَ الأعادي كأعتى // جيوشِ الوغى في الأرضِ فلْيسْتَعدوا

وألقى دماراً في بلادي وظُلماً // وأباحَ العُلا وانهار أمنٌ وشَهدُ

ولونُ الدَّمِ الجاري تمادى كبحرٍ // وأرسى مراسيْ مَنْ طَواهُ المُجِدُّ

فكم مِنْ جدارٍ يسترُ الزيفَ عَدواً // فلا يَنْجَلي أصلٌ ولا يُسْتَرَدُّ

وكم مِن سلاحٍ يَستقي مِنْ سفيهٍ // يُداري المَخَازي كي يقودَ المُعَدُّ

ويغلو ببطشٍ أسودٍ قد تمطَّى // على صَدرِنا بالقهرِ والموتُ سَعدُ

ففسي ضفَّتي كم حاجِز قد تعدَّى // بقتلٍ مباحٍ مِنْ هوىً يُسْتَمَدُّ

ولا تبحثوا عنْ عُذرِ وحشٍ تعامى // بسخطٍ فلا الأسباب تُجدي ورُشْدُ

ويطيبُ للباغي الخسيسِ المُنافي // بعُنفٍ لأديانٍ بحقٍّ تَرُدُّ

حَقودٌ وجزارٌ عنيدٌ غبيٌّ // يُجافي الورى مِنْ فيضِ قبحٍ يَمِدُّ

وإنْ يُصدروا مِنْ كلِّ فجٍّ فتاوى // تُحيلُ الخنا حقًّا وثوباً يَصُدُّ!

فكم مِنْ نساءٍ ذُبِّحتْ في فتورٍ // على حاجزِ الموتِ المُقفَّى تُكَدُّ

وتبقى على أرضِ الكراماتِ تنزفْ // فتروي ثراها لا تَرى مَنْ يَحِدُّ

رجالٌ وأطفالٌ تحتسي وفي كلِّ // يومٍ شرابَ الموتِ كُرهاً فتشدو

وعصرٌ على أنظارِهمْ قد توارتْ // عذاباتُ شَعبٍ في جناحيهِ وعْدُ

شحدة خليل العالول


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركة مميزة

غابة اللبلاب بقلم سامح رشاد

سامح رشاد  غابة اللبلاب. "ربما طَافني طَائِف واختَفى" هأنذا أطأ حوافّ المجرة بنصف عين قربة مائي سرقها اللصوص وكلما أمرُ على أهل قر...