بإختصار
إمرأة الأنقاض الألمانية بين الحقيقة والوهم
بقلم / د. أحمد حافظ
المرأة صانعة الحضارة في كل زمان ومكان لأنها الأم والأخت والزوجة والإبنة والنجاح يكون علي يديها أو الرجل الذي تقدمه لنا أيضا تلك حقيقة نغفلها أحيانا وبالعودة للتاريخ فهي لها دور فعال في كل العصور وكل الحضارات والأسماء كثيرة ومتعددة المجالات ولنا معها حوارات كثيرة إلا إنني إخترت موضوع في العصر الحديث وهو دور المرأة الألمانية بعد الحرب العالمية الثانية في بناء ألمانيا الحديثة بين الحقيقة والوهم فتقول صحيفة يورابيا لمقال الكاتب أدهم عامر لقد ألحقت الحرب العالمية دمارا كارثيا في كل الأوضاع الإقتصادية والمالية وبعد هزيمة ألمانيا في الحرب العالمية الثانية وإستسلامها في 8 مايو عام 1945 فقد دمرت الحرب ثلثا البلاد بالكامل خاصة المدن الكبري وفقدت البلاد 3.3 مليون عسكري و 3.8 مليون مدني وبلغ عدد أسري الحرب الألمان نحو 11 مليون أسير وبقي 6 مليون منهم في المعسكرات السوفيتية وكان من نتائج الحرب تدمير 40 % من البنية التحتية بشكل كامل وكان هناك 400 مليون متر مكعب من الأنقاض ويقول موقع ديفيلت الألماني أن الحرب إستمرت 2071 يوم وبشكل أدق 49.848 ساعة و 16 دقيقة وفي كل ساعة من الحرب يموت 1000 إنسان من بينهم 100 جندي ألماني وزادت المحنة بنقص عدد الرجال لأن عدد سكان ألمانيا بعد الحرب أصبح 27 مليون نسمة منهم 20 مليون من النساء وهنا ظهر دور المرأة فقد ظهرت لويزا شرودر السياسية بالحزب الإشتراكي منادية بالبناء والتعمير بالبلاد والتخلص من ذلك الوضع الذي تعرضت له البلاد فقامت لويزا بجمع النساء وحثهم علي المشاركة وبث الحماس بينهم للنهوض بألمانيا وأطلقت إسم نساء الأنقاض وهي حركة نسائية رحب بها جميع النساء وكانت مهمة الحركة الأولي هي إستخراج الحجارة السليمة من بين الأنقاض لإعادة إستخدامها مرة أخري في البناء وإخلاء الأبنية والشوارع من الأنقاض ونقلها خارج المدينة وكذلك العمل في المصانع التي لم تتضرر وعاش الألمان ثلاث سنوات بعد الحرب في ظروف صعبة نتيجة النقص في كل شيء من ظروف الحياة وتضاعفت الوفيات ولقد نجحت الحركة بشكل مذهل وفي فترة لا تتجاوز التسعة شهور تم تكسير حطام ما يقرب من 18 مليون مبني وتحويله إلي 750 ألف متر مكعب من التراب تم تجميعها علي هيئة جبال في كل أنحاء ألمانيا ولا تزال بعض هذه الجبال موجودة حتي الآن كل هذا بأدوات بسيطة وبدائية للغاية تنحصر في فأس وجاروف حديدي وعربات يدوية ويتوفر في العديد من المدن الألمانية الكبري نصب تذكاري يرمز لشخصية أطلق عليها إسم إمرأة الأنقاض أما المؤرخة ليوني تريبر فلها رأي آخر فتقول أن عدد نساء الأنقاض لم يكن كبيرا ولم تقدم تلك النساء علي إزالة الأنقاض طواعية وهي شخصية وهمية وتؤكد أن من قام بهذا العمل شركات بناء وعقدت صفقات مفيدة لصالحها مع المدن وتقول أن عدد النساء الذين شاركوا في إزالة الأنقاض لا يتعدي 60 ألف إمرأة ولم تتجاوز النسبة 5 % وأنهم تطوعوا من أجل الحصول علي نصيب كبير من المواد الغذائية. وأخيرا سواء نسبة المشاركة عالية أو منخفضة أو من أجل مصلحة شخصية فإن من حقق النجاح إمرأة. تحية لكل إمرأة تحقق لنفسها ولأسرتها ولبلادها أي نجاح
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق