الثلاثاء، 7 فبراير 2023

رسائل أيقظتنا بقلم جميل أحمد شريقي

رسائل أيقظتنا
=============
١ - بجوف الليلِ أيقظنا العويلُ
        وليلُ المتعبِ العاني طويلُ
٢ - تعالى صوتُ مفجوعٍ ببيتٍ
       وأهلُ البيتِ جرحى أو قتيلُ
٣ - تهاوى البيتُ والموتى نيامٌ
     وخرَّ السقفُ وانتقضت أصولُ
٤ - وأهلُ الحيِّ قد صاروا نزوحاً
           وما من ملجأِ إلا الطلولُ
٥ - رأيتُ محاشراً للناسِ صارت 
         بلا مأوىً يصاحبُها الذهولُ
٦ - رأيتُ الموتَ يختطفُ الأماني 
                 وزلزالاً بأبنيةٍ يصولُ
٧ - وأروحاً قضت في غيرِ ذنبٍ
           وثُكلاً باتَ في يُتمٍ يجولُ
٨ - وزادت هجمةُ الأمطارِ هولاً
          فأُغرِقَتِ الشوارعُ والتلولُ
٩ - وضاعَ الناسُ في هزاتٍ أرضٍ
         ومن لأوائِهم جرَتِ السيولُ
١٠ - تمادى الخوفُ في أوصالِ قومٍ
          لهم دعوى وخالقُهم جليلُ 
١١ - بحورُ الخوفِ ماجَت في رُبانا
        و للضعفاء في الهيجا عويل 

١٢ - صحونا وارتدادُ الهولِ يجري 
      بلحنِ الموتِ إذ قُرِعَتْ طبولُ
١٣ - مبانٍ قد خلت من ساكنيها 
            ودورٌ قد تعاورَها الأفولُ
١٤ - قرىً غارت وساوَتها بأرضٍ
              زلازلُ ما تقرُّ لها وصولُ
١٥ - وأسما عائلاتٍ صارَ محواً
            بأنقاضٍ يصاحبُها الهديلُ
١٦ - وتحتَ الردمِ كم طفلٍ وزوجٍ
         تراخى فوقَهم شبحٌ وغولُ
١٧ - وكم طفلٍ تعلَّقَ في عمودٍ
              تشهَّدَ و الذراعُ بهِ كَليلُ
١٨ - وكم من والدٍ خارت قُواهُ
         وكم من دمعةٍ حزناً تقولُ ! 
١٩ - عواصفُ من رياحِ الحزنِ حلَّت
          وصاحَبَها من الأعلى وَبيلُ
٢٠ - وثقلُ الحزنِ جاثومٌ تراخى 
         على صدرِ البريَّةِ بل وَ فيلُ

٢١ - رسائلُ كي نعودَ إلى قديرٍ
              وتجأرَ بالدعاءِ لهُ عُقولُ
٢٢ - ويرجعَ ظالمٌ عن ظلمِ قومٍ
          غراثٍ ما لَهُم حولٌ وطَولُ
٢٣ - رسائلُ توقظُ المغرورَ فينا 
                 ويعرفَ أنهُ عبدٌ ذليلُ
٢٤ - رسائلُ ربنا لنعودَ تقوى 
         وتحلو من محبَّتِنا الفصولُ 

٢٥ - فيا مولايَ مغفرةً لعبدٍ  
            تلاعبَ في توجُّهِهِ جَهولُ
٢٦ - وجُد بالرحمةِ المهداةِ إنا 
               رجعنا تائبينَ لنا عُدولُ
٢٧ - وأصلح شأننا ياخيرَ هادٍ
             فلا يسخرْ بأوبتِنا عَذولُ
٢٨ - رسائلُكَ الرحيمةُ أيقظَتنا 
      وإن فيها بدا الخطبُ الجليلُ
=========
د.جميل أحمد شريقي 
( تيسير البسيطة )
      سورية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركة مميزة

ملكة الياسمين بقلم فاطمة حرفوش

" ملكة الياسمين" دمشقُ يادرةَ الشرقِ وعطرَ الزمانِ  ياإسطورةَ الحبِ ورمزَ العنفوانِ لا عتباً عليك حبيبتي إن غدرَ بك الطغاةُ وأوصدو...