نبضات حائرة
بقلم د. حفيظة مهني
________________
أطال الغيبة ذاك الذي
طرق باب العشق و لم يعد
كأنه لازال صغيرا عن الهوى
يطرق الأبواب ثم يبتعد
بخفية يعانق الجدران باكياً
و يدعي أنه في الحب جلد
رحل و ترك ريحه
بين الأثواب شوقاً يرتعد
ليته ترأف بحالنا
وجمع فتات الهوى و صد
لقد مزق الفؤاد بنأيه
فما ضره لو بقي لغد
لسألناه عن وجده
وعن جمر الشوق هل خمد
استعجل الرواح تاركاً
وجع قلب بذكراه يستجد
فما طاب لنا المقام دونه
فمن كابده السهد لا كمن رقد
ليته يتعطف بنظرة نحونا
فتشرق الشمس ويزهر السعد
أو يطوف سهوا بخيامنا
إن رمقوه قلنا يلهو لازال ولد
أو يلقي رسالة بشرفتي
و بآخر سطرها يمضي العهد
و بين طياتها يرش عطره
و يضعها بظرف إن وجد
و يختم حواشيها بقبلة
عل الروحين بجسد تتحد
و يشهر قران قلبين
كم تلاعب بهما جزر و مد
و كم أضناهما الجوى
كحزمة أعواد تسند وتد
أفناهما العشق كأنما
نار جاورت التبن فوقد
ليته أتاني بالصبح مبكرا
يقول قلبي بين ضلوعك خلد
و ينثر الزهور بأعتاب منزلي
و يسقيها من ريقه لربيعها تستعد
عله ينهض قلبي من سباته
و يخط بدفاتره أسماء عشاق جدد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق