الاثنين، 13 فبراير 2023

عيد الحب بقلم ماهر اللطيف

 عيد الحب

بقلم : ماهر اللطيف


من يلاحظ منشورات بعض العرب في البلدان العربية الاسلامية طيلة هذه الأيام ومدى استعدادهم لإحياء مراسم "عيد الحب" ليوم 14/02 وما يتطلبه من هدايا وعطايا ولقاءات وموائد إفطار وغيرها، يصل إلى نتيجة شبه مؤكدة مفادها أن هؤلاء يتظاهرون بالحب وتقديس هذا الاحساس والشعور في هذا اليوم بالذات ويهملونه في بقية الأيام ،إن لم أقل يتجاهلونه ويعرضون عنه ويتناسونه، فالحب  كلمة وهدية وموقف في هذه المناسبة "المقدسة" عندهم، هو عيد ومناسبة....


فالمهم عندهم "التشبه بالآخر الغربي" ومحاولة ايهام عامة الناس انهم متحضرون وحداثيون وغيرها،وانهم أعلى وارقى من البقية بما أنهم يتساوون مع "الآخر" ويقارعونه في احتفالاته واحيائه لمعتقداته وعاداته،وبالتالي فهم "ناس واعون" و "عرّيفون" بخفايا الأمور وتفاصيلها ومطلعون على كل صغيرة وكبيرة تخص الغرب - وجاهلون تمام الجهل بما يخصهم ويخص بلدانهم - ...


لكنهم - هذه الاقلية التابعة لسلبيات الغرب - يجهلون عن قصد أو عن غير قصد ان الحب حياة، وجود واستمرار، ديمومة وكينونة، هو مثل الماء والهواء بالنسبة للإنسان ... ،بل إنه كل شيء في هذا الكون في الأصل.


فالبسمة في وجه الآخر حب، وفعل الخير والنطق بطيب الكلام حب، والصدق والإخلاص حب، والوفاء والشفافية حب، والتعلق بالدين وتعاليمه حب، والقيام بالحسنات واجتناب السيئات حب، والثقة في الناس وفي النفس حب، التسامح والتحاوز حب، التضامن والتكافل حب، اعانة المحتاج والأخذ بيد الفقير والمعوز حب،عيادة المرضى والمحافظة على زيارة الأهل والأقارب حب.، الدعاء للموتى والزكاة والصيام الحج حب، ...


نعم،فكل الأقوال والأفعال تدل على حبنا او كرهنا لمن نتعامل معهم طيلة تواجدنا على الأرض وكذلك نوايانا وخططنا وعزمنا على القول والفعل وعلاقتنا بالله ودينه...


فالحب حينئذ لا يرتبط بتاريخ أو مكان أو إنسان أو مناسبة، بل إنه كيان يلازمنا من الولادة إلى الممات في كل حركة وقول وعمل، انه نحن على وجه البسيطة .


هو امتحان نُسأل عن كل جزئياته وكلياته غدا أمام الله يوم لا تنفع المشاعر والأحاسيس شيئا بما فيها الندم والتاسف على ما فات وعلى ما نسينا او تناسينا...


فإلى متى نبقى نلهث وراء احتفالات "الاخر" التي غالبا ما تخالف تقاليدنا وتعاليمنا وديننا الحنيف ونسعى إلى التشبه  وحتى الالتصاق والالتحام به بغية جلب الانتباه والبحث عن الإعجاب وغيرها ونجهل حقا خفايا الأمور وحقائقها؟ متى نقلع عن هذه العادات السيئة ونعود إلى الجادة ونتوب إلى الله ونسترجع توازننا؟ متى نستفيق ونعلم ان سانت فالنتين هو قديس روماني من القرن الثالث الميلادي، واسمه يعني "القوي" او "الصحي"، كان كاهنا مسيحيا يزوج العشاق المسيحيين فيما بينهم حيث كان سر الزواج في المسيحية موجودا في ذلك الوقت وكانت المسيحية ممنوعة في الإمبراطورية الرومانية و يعاقب كل من يمارسها، فاعتقلته السلطات الرومانية ما إن علمت بافعاله وتمرده على القانون وممارسته للمسيحية وحكمت عليه بالإعدام فاشتهر منذ ذلك الوقت وقيل عنه إنه" شهيد الحب والعشاق" لانه ضحى بحياته لأجل سر تزويج المحبين من المسيحيين؟ متى نؤمن أن الحب حياة طيلة السنة ولا يرتبط بيوم أو مناسبة وانه مرتبط بجملة من القوانين والعادات والتقاليد السمحة المستمدة من الدين الوحيد الموجود على الأرض وهو الإسلام بما ان المسيحية واليهودية مجرد شرائع لم ترتق البتة إلى مرتبة الدين كما قال الله تعالى " الدين عند الله الإسلام" ؟


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركة مميزة

ملكة الياسمين بقلم فاطمة حرفوش

" ملكة الياسمين" دمشقُ يادرةَ الشرقِ وعطرَ الزمانِ  ياإسطورةَ الحبِ ورمزَ العنفوانِ لا عتباً عليك حبيبتي إن غدرَ بك الطغاةُ وأوصدو...