**********
قَرَّرْتُ أن أَكْتُبُ رِسَالَةٌ لَكَ وَأَغْلَقَ عَلَيْهَا صُنْدُوقُ اَلذِّكْرَيَاتِ
رِسَالَةٌ تَبُوحُ بِخَفَايَا حَبْكٍ
كَتَبَتْهَا بِقَطَرَاتِ اَلْمَطَرِ اَلْأَسْوَدِ اَلْمُتَسَاقِطَةِ كَلِمَاتُهَا تَسْرِي مَعَ خَفَقَاتِ قَلْبِي اَلْمُتَسَارِعَةَ
لِتُثِيرَ أَحَاسِيسَ وَمَشَاعِرَ مُتَأَجِّجَةً بِلَهِيبِ اَلشَّوْقِ وَالْحَنِينِ
تَضُمَّ حُرُوفًا تَضِجُّ بِالْآهَاتِ وَالْأَنِينِ
وَتُتَرْجِمَ اِنْكِسَارَاتٌ اَلسِّنِينَ
رِسَالَةٌ بَعْثَرَتْ حُرُوفُ اَللَّهْفَةِ بِاللِّقَاءِ
خَرْسَاء... صَمَّاء
سُطُورُهَا تَعَانُقِ حَنِينِ أَنَامِلِي كَتَبَتْ بِقَلَمِ أَشْوَاقٍ وَاشْتِيَاقٍ إِلَيْكَ
اُكْتُبْ لَكَ يَا سَيِّدِي وَأَنَا أَعْلَمُ أَنَّكَ طَوَيَتنِي فِي طَيِّ اَلنِّسْيَانِ...
عَلَّمَتْنِي كَيْفَ يَكُونُ اَلْعِشْقُ وَالْغَرَامُ
لَكِنَّكَ يَا سَيِّدِي لَمْ تُعَلِّمْنِي كَيْفَ يَكُونُ اَلنِّسْيَانُ عَلَّهُ يَبْعَث فِي نَفْسِيٍّ بَصِيصِ أَمَلِ مَحَالَّ
لِيُزِيلَ أَحْلَامًا وَآمَالاً عِجَافًا
انَبَتَتْ كَشَجَرَةٍ فِي أَعْمَاقِ قَلْبِي اَلْمُتْعَبِ
لِتَمْحُوَ لَحَظَاتِ اَلْغِيَابِ وَالِانْتِظَارِ
تَكْتُبَ عُهُودًا وَوُعُودًا بَاتَتْ تَنْتَظِرُ ذِكْرَى رَاحِلَةً لَنْ تَعُودَ وَقُلُوبٌ تَنْتَظِرُ مِنْكَ رِسَالَةً أَوْ لِقَاءٍ تَرَسَّمَ أُمْنِيَاتٍ عَالِقَةً بِالْأَذْهَانِ
تَقَرَّبَ خُطُوَاتِ حُلْمٍ وَرْدِيٍّ سَرْمَدِيّ
كَعَابِرِ سَبِيلٍ يَقْرَعُ طُبُولَ اَلْوِصَالِ
فَوْقَ هَامَاتِ اَلسَّحَابِ
سَأَبْقَى عَلَى يَقِينِ دَوْمًا أَنِّي سَأَرَاكُ يَوْمًا مَا لِتَفْرَح عَيْنَايَ بِرُؤْيَاكَ
لِأَشْكُوَ إِلَيْكَ سُنِّيٌّ هَجَرَكَ اَلْعِجَافَ
مَا فَعَلَتْ بِي مِنْ دَمَارٍ وَحُرْقَةٍ وَعَذَابٍ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق