وراء أفقِ الذكرياتِ
تمدَّدتُ على أهدابِ الماضي
اتكأتُ على قيثارةِ الأشواق
خطفتني تنهُّداتُ الحنين
حملتني غيبوبةُ اللهفة
توقَّدتْ في روحي اللواعجُ
فرحتُ أحلمُ وأحلمُ ساهياً عن الوجود
كانتْ هناك ترفرفُ حولي
كفراشةِ البِشْرِ والتفاؤل والأمل
أحسُّ بدفء حنانها يغمرُ روحي كانت تظلِّلني
توشِّحني بوشاحِ عذوبَتها تلفُّني بسحرِ وجودِها
كانتْ تنثرُ أريجَها عبقاً يُنعشني
يُثملني خمرُ رقَّتِها أسبحُ تائهاً بين تموُّجاتِ غيبوبتي وسكري
أنسى نفسي أضيع عن العالم الأليم بواقعيَّتِه الخانقة
وأنا أصغي إلى نغمات صوتها الشجيِّ
آه كم ظلمتُ نفسي لم أقدِّر نعمةَ وجودِها في عالمي
كنت مسحوراً سعيداً بسحري
لم أفكرْ أنَّ يوماً سأعي أستيقظ
في غير عالمي الساحر المسحور الجميل
كنت أغفو أنامُ على أحلامي الوردية
غداً سأراها ستشرحُ قلبي ابتساماتُها
يُنعشُ روحي صدا صوتها العذب
أكحِّلُ عيوني ببهاءِ محياها الملائكي الجميل
آه والفِ آخ ما خطرَ ببالي أن أفيقَ يوماً
وبيننا مسافاتٌ ومسافات
رباهُ ماذا حصل ؟ ماذا حلَّ بقلبي المعذب فجأةً وجدتُ نفسي
مرمياً على رمالٍ من جمرٍ حارقٍ أتمرَّغُ على فراشٍ من اشواكٍ وأُبر
لحافي مُثقلٌ بالآلامِ بالشجونِ والهموم
تبَّاً لقلبٍ لا يُقدرُ نعمةً كانت ملكَ يديهِ
تغمرُه بالبهجةِ والغبطة
افتقدَها تسرَّبتْ سعادتُه من بين
شقوقِ وأخاديدِ الأوجاعِ والعذابات
ناختْ جبالُ الهمِّ والكدرِ على صدرِه
تلاشتْ تبخَّرتْ نشوةُ الحياةِ من دمائِه
تكسَّرتْ أجنحةُ روحِه انتزعتْ ريشَها غربةٌ مريرة
أين من كانتْ فرحةَ القلبِ مسرَّةَ الروح؟؟
وتلومني إن غدا الطيفُ أملي ورجائي
هو يحملُ عطرَها يُحسِّسني بعذوبتِها
برقَّةِ معشرِها يُذكِّرُني بالأيامِ الخوالي
بجنَّةٍ فقدتُها وفردوسٍ ضاعَ مني
تلومني إن فقدتُ صوابي تعلقتُ بالطَّيفِ
معزِّياً يفرُّ بي من واقعٍ هو كابوسٌ ثقيلٌ
إلى ماضٍ كلُّه غبطةٌ وحبور سعادةٌ وفرح
آهٍ أيها الطيفُ الحبيبُ لو تعلم ....اعذرني لو قلتُ أنَّكَ
أغلى من الروحِ لو قلتُ أنني أشتهي الموتَ
لو غبتَ عن روحي لحيظةً واحدةً
أنا لا أقولُ غير الحقيقة لا أنطقُ غير ما في أعماق روحي
أيها الطيف الحبيب أنت روحي قلبي وحياتي
بدونكَ أنا كيانٌ جامدٌ لا حياةَ فيه
لم يبقَ من أثرِ الحبيبِ الغائبِ إلاَّكَ وحدكَ
أنتَ تعرفُ كم هو غالٍ ... هو معبودُ روحي
هو من يمنحُني الإحساسَ بالوجودِ الشعورَ بالحياة
ابقَ معي أيُّها الطيفُ لا تفارقُني
بقاؤُكَ ينعشني قربُكَ يحييني
يمنحني الأملَ العزاءَ والرجاء
بلقاءِ الحبيبِ بعد طولِ عناءٍ وشقاء
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق