الحلقة الثالثة والعشرين
فانوس جدي القديم
صيام كلما أعقب على غرفة البيت العليا ؛ يطاردني هاجس ما أن ؛ يبعدني عنها ولا أدخل إليها ؛ فيا ترى مالسبب برأيك المتواضع ؟
نفس الشعور يراودني أيضًا ، تحديدًا حين ادنوا مِن صندوق خشبي قديم ؛ وكلما أحاول فتحه ؛ يشغل بالي شيئًا أخر ؛ فتنتفي حاجه فتحه عن بالي تماما ؛ فطالما أتحدت رؤانا ؛ فلابد من إنزاله إلى غرفة المعيشة وفتحه !
لكم عتيد أنت مِن صندوق ، ثقيل بما تكنزه من أشياء كثيرة !
خرائط مطويه ، أباريق مع أواني مستطرقة ، فساتين زفاف بآلية ، عقد فضة جوهرة القلب ، خاتم خطوبه ، شمعدان
علبة كبريت ، علبة ماكياج بدائية الصنع ، حذاء محدب من الأمام ، بدلة زفاف رجالية مقطعة الأكمام ، قفل من غير مفتاح !
عجيبة أمر هذه المقتنيات ؛ ياترى مالذي يربطهم جميعًا ؛ لأبد من أمرٍ ما قد جمعهن في أحجية مخفيه !
صيام أفرغها جميعها خارج صندوقها !
لا أستطيع ، حاولت معها ؛ ما أن أخرجها ؛ حتى تبلى ويتفتت تماسكها ؛ وكأن في الصندوق سرًا يحفظها طيلة هذه السنين !
ولكن ماهذا الفانوس القابع في قعر الصندوق !
ما أثقلك من مصباح ! وزنك حمل جبل صغير !
ماهذا الدخان الوردي قد شغل المكان!
بلا ( شبيك لبيك ، ولا عبدك بين يديك ، بلا أمنيات مؤجله )
أين هو جدك الثالث عشر ، الذي وعدني بالزواج قبل قرون بعيدة ولم يفي بوعده !
جدي … ها جدي .. جدي !
دعيني أتذكره
سعيد ! لا هذا جدك الثالث
نبيل ! لا جدك السابع
من سنان ! كلا هذا جدك التاسع
جلال ، اجود ، همام ، مُهاب ، عاصم ، ريان ، أصيل !
توقف عند أصيل ! نعم هو من وعدني بالزواج وهرب من وعده ؛ بعدما جلب لي جميع هذه المقتنيات من خارطة عِش الزوجية وفساتين زواج عقد فضة جوهرة القلب ، خاتم خطوبه حتى علبة ماكياج مع مستلزمات الفرح
وقال : عزيزتي هيام ساعة وأعود إليك بعدما قفل لي قفل المصباح وترك أكمام بدلته أتمسك بها حال عودته !
طالما أنت وريث بما تركه لي من أوجاع نفسية حادة طيلة فترة مكوثي هنا ، فأنت زوجي الجديد ؛ فلأ أستغرب من طلة وجهك ، ملامحك الحادة تشبه تماما وكذلك نبرة صوتك المميزة !
لا. شيء يبعدنا بعد ألان!
لا .. لا دعيني ، لا أريد الزواج
اتركيني لا … لا لا
صيام … صيام مابك ،دع المصباح النفطي جانبا ؛ فقد رجعت الطاقة الكهربائية
هيام ، اين ذهبت هيام ؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق