سلوكٌ ذميمٌ دنيء ، بعيدٌ عن القيم الأخلاقية السويّة والوجدانية الجميلة ، ينطوي في ثناياه على مجموعة مركّبة من الصفات القبيحة .. فالمخادع كاذبٌ مدلّس تنطوي سريرته على الغش ، ينسج أفعاله في الظلام كالخفافيش
فالشِباك تُنسج في الليالي الحالكة ...
إنّ من مستلزمات الخداع وركيزته الأساسية ومحوره هو الكذب ، ومكوناته الخبث واللؤم و خسة الطبع ، فالمخادع قطعاً هو كاذب بأفعاله وأقواله ، كما أن فعل الخداع يحتاج مراوغة وتضليل وتحايل ، فالمخادع محتال ، فكم من سنٍ ضحك لك وفي القلب خديعة مبيّتة .
وقد يكون هدف الخداع هدفاً حسياً أو نفسياً أو اجتماعياً أو وجدانياً ( مريضاً ) وقد يكون عاطفياً ،وأياً كان هذا الهدف فهو هدف قذر لا قيمة أخلاقية له .
إنّ المخادع دائماً خاذل للمخدوع لدرجة أنّ المخدوع قد تعتريه صدمة أو صعقة وجدانية مما رآه من خادعه فكل شيء قد بدا وظهر خلاف ماكان عليه ، وهذا ما يجعل المخدوع في حالة عدم استقرار في وجدانه واضطراب في روحه ، وفي تقييمه لمن حوله وفقدانه الثقة بهم .
أمّا المخادع فهو يعلم هدفه ومرماه ومبتغاه ونواياه المبيّتة ؛ فلا تأخذه رحمة ولا رأفة في ضحيته ، بل و قد يحاول الإجهاز عليها وأسوأ مافي المخادع أنه يأتي فعله بأعصابٍ باردة .
لكنّ يقينا أنّ المخادع مهما كان من الدهاة قد يكسب موقفاً أو قضيةً أو جولة أو أكثر من ذلك بكثير ...
لكنّ الأمور ومنطقها في منتهاها لا تستقيم له ، فالمخادع خاسر
وكن على ثقة أنّ أفضل ردة فعل تجاه المخادع ؛ أن تعيده لموقعه الأول غريباً عنك كما كان ، وبذلك يخسر من حوله ، ويخسر أن ينعم بأي نبض للجمال في حياته ، فهو خاسر لذاته وخاسر لرضى ربه .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق