طقوس البقاء والرحيل 6
----------*****----------
قامات مترنحة
------****-------
نهرٌ جارفٌ يجتاحُ العقول
على ضفافِهِ
تشيَّدُ قِبابُ القصور
تسطعُ شمسُ المعارف
كفنارٍ ينيرُ عتمةَ القبور
تهبُ رياحُ النشور
تُثيرُ سحائبَ الفضيلة
نفوسٌ تتلقفُ الغيثَ
وتنثرُ الحبَ والسلام
و نفوسٌ وعرة قاحلة
تعشقُ الجهلَ
كخفافيشِ الظلام
نفوسٌ طامعة
تغرقُ في حضيضِ الدنيا
وثنيَّةٌ تعبدُ الأصنام
ونفوسٌ قانعة
ترمقُ الدنيا بعينِ التأملِ
لايسدلُ جفنها ولا تنام
ونفوسٌ خانعة
تقيَّدَّتْ عقولها بالأساطيرِ
وامتزجتْ بإفكِ الأوهام
ونفوسٌ ساطعة
أشرقَ فجرها
تملأُ الأثيرَ بعطرِ الخزام
كونٌ تشعبتْ أناه
كجوفٍ نهمٍ لايشبع
يَجلدُ بسياط الجشع
تتقرحُ الجروح
تتوهُ الذاتُ في محيطٍ هائجٍ
تضربها أمواجُ الرغبةِ
في عوالمِ الجموح
تخوضُ رحلتها الأزلية
تدورُ في حلقاتِ المجال
يصقلها المدى
في قوة الشَّدِّ والنفور
سِجالٌ عميقٌ يسبرُ
أهوارَ النفس
قوانينٌ سُنَنٌ وشرائع
تتبلورُ لترسمَ حدود الرغبة
بخطوطٍ واضحةِ الملامح
فريدةِ البيان
تزيلها دوافعُ الغريزةِ
في سطوةِ كبتٍ وحرمان
يتجلى الصبرُ كرديفٍ مقاومٍ
يكبحُ التشرذمَ والخذلان
يرتقي صهوةَ الوجدان
يدوسُ في سنابكهِ
أسيادَ الرذيلةِ ودعاةَ الهوان
----------*****----------
همسات من الذات
أبو الفداء
محمد قرموشة
----------*****----------
ملاحظة :القصيدة ترصد بعض
مراحل تطور الإنسان الفكري
وتَبلور ذاته عبرَ أطوار الزمن
شكراً على المتابعة « يتبع »
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق