أنجبنِي وطنٌ بمراسيم خادعة
حواء أنجبتنِي وأرضعتنِي
تحتَ كهف الحرب والتّشريد
فحملتُ روحي فِي التأمل
والتّفكير بمواجهة الصّعاب
يومًا كنتُ أحلم بوطنِِ
أعيشُ شبابي فوجدتُ نفسي
خارجاً عنِ الأملِ
عنِ الأمان عنِ السّلام
ولدتُ بأرجل مفتُولة
أينَما أتجه شرقًا كانَ أو غربًا
شمالاً كانَ أو جنوبًا
لا شيءٌ سيقابلُنِي
سِوى النَّهب فِي كلَّ المعابر
وألفاظ لا تُليقُ بإنسانيتِنا
فلا يمكن لأحد أنْ يذهب
إلى أيّ مكانِِ
دونَ أنْ يشعر بالخوف أوالهلع
فكل المواعيد خادعة
وخاوية من إحترام الإنسان
فتشوهت الوجوه
نتيجة لأعقاب الحريق
فأي ما سنتّجه يَعقُبنا الحرب
والآلام وعيونٌ عدوانية
كأنَّها من رماد الحريق
ثمة مجتمعٌ يصنع على أنقاض
البشر شيئًا مهيبًا
يَتَصنَّع أشياءً غير معلومه البتّه
يمضي يومًا ليزداد شُعلة الحرب
مع نداءاتِ الهُدنه
قولاً باللسان على منصّات الإعلام
والواقع يحكي قصص ٱخرى
قصّة موت بلا رحمة
وكأنَّنا خلقنا لحمل أثقال العالم
كن رحيماً بنا أيها الوطن
نحنُ أبناءكَ وبناتِكَ
إنْ لم تجعلنا نحلم لن نبنيكَ
تحتَ صافرات السّلام
حتى لا يعلن العالم حالة الطوارئ
كي لا نكتم الأنفاس تحتَ مقاعد
الحرب والخراب
الفاتح محمد ____ السودان
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق