باعوا الحياة
كانَ الرجالُ بعِزَّةٍ في غزَّتي // في كفِّهمْ لحنُ الحياةِ ولهفتي
لم يثنِهمْ حجمُ الوحوشِ وغولُهمْ // والراكعونَ لدى العدوِّ بذلَّةِ
خاضوا غمارَ الحربِ في أكنافِها // لم يخضعوا للغدرِ رغمَ القلَّةِ
وتَسَوَّروا دربَ الحقيقةِ والرؤى // من غيرِ خوفٍ قاتلٍ للنخوةِ
فتدفَّقتْ أنفاسُهم في قوَّةٍ // محمومةٍ مصبوغةٍ بالعِزَّةِ
فَرَوُوا ترابَ الأرضِ منْ أعمارِهمْ // وتسلقوا طودَ العلا للجنَّةِ
باعوا الحياةَ وطلقوها والهوى // للهِ واجتازوا السباقَ بحِنكةِ
فاختارَهمْ ربُّ الوجودِ لجودِهمْ // وعطائهمْ يوم الوغى والوقْعةِ
لم ينظروا نحو البعيدِ لنُصرةٍ // أو حولهمْ مَنْ يظفروا بالقوَّةِ
أو قد أناخوا رَحلَهمْ في بقعةٍ // تأوي الضعيفَ بعطفها واللقمةِ
هم في شموخِ جبالِهم وصلاتِهمْ // وصلابةِ الإيمانِ والزهرِ الفتي
لا يحتفونَ بخانعٍ أو ساقطٍ // فاللهُ عونٌ والكتابُ كمهجتي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق