الثلاثاء، 2 مايو 2023

محاكاة قصيدة ابو القاسم الشابي بقلم عبدالواحد الجاسم

محاكاة قصيدة ابو القاسم الشابي 

(قصيدة ابو القاسم الشابي )

إذا الشّعْبُ يَوْمَاً أرَادَ الْحَيَـاةَ فَلا بُدَّ أنْ يَسْتَجِيبَ القَـدَر

 وَلا بُـدَّ لِلَّيـْلِ أنْ يَنْجَلِــي وَلا بُدَّ للقَيْدِ أَنْ يَـنْكَسِـر

 وَمَنْ لَمْ يُعَانِقْهُ شَوْقُ الْحَيَـاةِ تَبَخَّـرَ في جَوِّهَـا وَانْدَثَـر

 فَوَيْلٌ لِمَنْ لَمْ تَشُقْـهُ الْحَيَاةُ مِنْ صَفْعَـةِ العَـدَم المُنْتَصِر

 كَذلِكَ قَالَـتْ لِـيَ الكَائِنَاتُ وَحَدّثَنـي رُوحُـهَا المُسْتَتِر

 وَدَمدَمَتِ الرِّيحُ بَيْنَ الفِجَاجِ وَفَوْقَ الجِبَال وَتَحْتَ الشَّجَر

 إذَا مَا طَمَحْـتُ إلِـى غَـايَةٍ رَكِبْتُ الْمُنَى وَنَسِيتُ الحَذَر

 وَلَمْ أَتَجَنَّبْ وُعُـورَ الشِّعَـابِ وَلا كُبَّـةَ اللَّهَـبِ المُسْتَعِـر

 وَمَنْ لا يُحِبّ صُعُودَ الجِبَـالِ يَعِشْ أَبَدَ الدَّهْرِ بَيْنَ الحُفَـر

 فَعَجَّتْ بِقَلْبِي دِمَاءُ الشَّبَـابِ وَضَجَّتْ بِصَدْرِي رِيَاحٌ أُخَر

 وَأَطْرَقْتُ ، أُصْغِي لِقَصْفِ الرُّعُودِ وَعَزْفِ الرِّيَاح وَوَقْعِ المَطَـر

 وَقَالَتْ لِيَ الأَرْضُ - لَمَّا سَأَلْتُ : " أَيَـا أُمُّ هَلْ تَكْرَهِينَ البَشَر؟"

 "أُبَارِكُ في النَّاسِ أَهْلَ الطُّمُوحِ وَمَنْ يَسْتَلِـذُّ رُكُوبَ الخَطَـر

 وأَلْعَنُ مَنْ لا يُمَاشِي الزَّمَـانَ وَيَقْنَعُ بِالعَيْـشِ عَيْشِ الحَجَر

 هُوَ الكَوْنُ حَيٌّ ، يُحِـبُّ الحَيَاةَ وَيَحْتَقِرُ الْمَيْتَ مَهْمَا كَـبُر

 فَلا الأُفْقُ يَحْضُنُ مَيْتَ الطُّيُورِ وَلا النَّحْلُ يَلْثِمُ مَيْتَ الزَّهَــر

 وَلَـوْلا أُمُومَةُ قَلْبِي الرَّؤُوم لَمَا ضَمَّتِ المَيْتَ تِلْكَ الحُفَـر

 فَوَيْلٌ لِمَنْ لَمْ تَشُقْـهُ الحَيَـاةُ مِنْ لَعْنَةِ العَـدَمِ المُنْتَصِـر!"

 وفي لَيْلَةٍ مِنْ لَيَالِي الخَرِيفِ مُثَقَّلَـةٍ بِالأََسَـى وَالضَّجَـر

 سَكِرْتُ بِهَا مِنْ ضِياءِ النُّجُومِ وَغَنَّيْتُ لِلْحُزْنِ حَتَّى سَكِـر

 سَأَلْتُ الدُّجَى: هَلْ تُعِيدُ الْحَيَاةُ لِمَا أَذْبَلَتْـهُ رَبِيعَ العُمُـر؟

 فَلَمْ تَتَكَلَّمْ شِفَـاهُ الظَّلامِ وَلَمْ تَتَرَنَّـمْ عَذَارَى السَّحَر

 وَقَالَ لِيَ الْغَـابُ في رِقَّـةٍ مُحَبَّبـَةٍ مِثْلَ خَفْـقِ الْوَتَـر

 يَجِيءُ الشِّتَاءُ ، شِتَاءُ الضَّبَابِ شِتَاءُ الثُّلُوجِ ، شِتَاءُ الْمَطَـر   

 فَيَنْطَفِىء السِّحْرُ ، سِحْرُ الغُصُونِ وَسِحْرُ الزُّهُورِ وَسِحْرُ الثَّمَر   

 وَسِحْرُ الْمَسَاءِ الشَّجِيِّ الوَدِيعِ وَسِحْرُ الْمُرُوجِ الشَّهِيّ العَطِر

 وَتَهْوِي الْغُصُونُ وَأَوْرَاقُـهَا وَأَزْهَـارُ عَهْدٍ حَبِيبٍ نَضِـر

 وَتَلْهُو بِهَا الرِّيحُ في كُلِّ وَادٍ وَيَدْفنُـهَا السَّيْـلُ أنَّى عَـبَر

وَيَفْنَى الجَمِيعُ كَحُلْمٍ بَدِيـعٍ تَأَلَّـقَ في مُهْجَـةٍ وَانْدَثَـر

 وَتَبْقَى البُـذُورُ التي حُمِّلَـتْ ذَخِيـرَةَ عُمْرٍ جَمِـيلٍ غَـبَر

 وَذِكْرَى فُصُول ٍ ، وَرُؤْيَا حَيَاةٍ وَأَشْبَاح دُنْيَا تَلاشَتْ زُمَـر

 مُعَانِقَـةً وَهْيَ تَحْـتَ الضَّبَابِ وَتَحْتَ الثُّلُوجِ وَتَحْـتَ الْمَدَر

 لَطِيفَ الحَيَـاةِ الذي لا يُمَـلُّ وَقَلْبَ الرَّبِيعِ الشَّذِيِّ الخَضِر

 وَحَالِمَـةً بِأَغَـانِـي الطُّيُـورِ وَعِطْرِ الزُّهُورِ وَطَعْمِ الثَّمَـر

وَمَا هُـوَ إِلاَّ كَخَفْـقِ الجَنَاحِ حَتَّـى نَمَا شَوْقُـهَا وَانْتَصَـر 

 فصدّعت الأرض من فوقـها وأبصرت الكون عذب الصور

وجـاءَ الربيـعُ بأنغامـه وأحلامـهِ وصِبـاهُ العطِـر

وقبلّـها قبـلاً في الشفـاه تعيد الشباب الذي قد غبـر

وقالَ لَهَا : قد مُنحـتِ الحياةَ وخُلّدتِ في نسلكِ الْمُدّخـر

 وباركـكِ النـورُ فاستقبـلي شبابَ الحياةِ وخصبَ العُمر

ومن تعبـدُ النـورَ أحلامـهُ يباركهُ النـورُ أنّـى ظَهر

إليك الفضاء ، إليك الضيـاء إليك الثرى الحالِمِ الْمُزْدَهِر

إليك الجمال الذي لا يبيـد إليك الوجود الرحيب النضر

فميدي كما شئتِ فوق الحقول بِحلو الثمار وغـض الزهـر

 وناجي النسيم وناجي الغيـوم وناجي النجوم وناجي القمـر

 وناجـي الحيـاة وأشواقـها وفتنـة هذا الوجـود الأغـر 

 وشف الدجى عن جمال عميقٍ يشب الخيـال ويذكي الفكر

ومُدَّ عَلَى الْكَوْنِ سِحْرٌ غَرِيبٌ يُصَـرِّفُهُ سَـاحِـرٌ مُقْـتَدِر

وَضَاءَتْ شُمُوعُ النُّجُومِ الوِضَاء وَضَاعَ البَخُورُ ، بَخُورُ الزَّهَر

وَرَفْرَفَ رُوحٌ غَرِيبُ الجَمَالِ بِأَجْنِحَـةٍ مِنْ ضِيَاءِ الْقَمَـر

وَرَنَّ نَشِيدُ الْحَيَاةِ الْمُقَـدَّسِ في هَيْكَـلٍ حَالِمٍ قَدْ سُـحِر

وَأَعْلَنَ في الْكَوْنِ أَنَّ الطُّمُوحَ لَهِيبُ الْحَيَـاةِ وَرُوحُ الظَّفَـر

 إِذَا طَمَحَتْ لِلْحَيَاةِ النُّفُوسُ فَلا بُدَّ أَنْ يَسْتَجِيبَ الْقَـدَر

*******

(انتهت قصيدة ابو القاسم الشابي )

(ْمحاكاة قصيدة ابو القاسم الشابي )

كل شعب من الشعوب يحب الحياة 
منهم خامل وبعض يتحدى القدر 
      
عمل جاد يجعل الليل ينجلي 
يظهر نورا جليا وظلام ينحسر 
      
خنوع الشعوب لايعانق الحياة 
يضيع تاريخها وإنجازها يندثر

 فمن عاش بالهوان حبا للحياة         
يتعرض كل يوم لصفعة المنتصر 

  تجارب الحياة بين الكائنات   
   ظاهر نضالها والبعض مستتر 

تدمدم أصواتها بنسق كل الفجاج
يصرخ معها الوادي وكذا الشجر 

 كل الشعوب تطمح الى غاية
 تتحدى المنايا وتنسى الحذر 

 تخوض نضال بوعورة الشعاب 
تواجه لهيب قتال عنيف مستعر 
      
لايعيقها نهر عميق ولا صعود جبل 
ليس خوفا إنما تقاتل في الحفر

كهول الرجال بقلوب الشباب 
في صدورهم تعج رياح النصر

 ساحات الوغى لها صوت الرعود 
كثافة قتال والرصاص كالمطر 
 
وحزن الارض لما الدماء سالت
فهي بعد الموت تحتضن البشر 
 
 يتقدم المناضلين أهل الطموح 
يجد لذة في ركوب الخطر 
 
 لايكترث أبدا لغدر الزمان 
مهما حصل تجد قلبه كالحجر 
 
  هكذا الكون تستمر به الحياة 
والجبان محتقر مهما علا وكبر 

 علالي الافق تحتضن الصقور 
أما النحل يترك للنمل ميت الزهر
   
   هو الوطن كقلب أم الرؤوم  
يحتضن المدافع بتلك الحفر 

حب الوطن هو حب الحياة
يعيش الشعب عيش المنتصر 
 
فلا يمر عليهم فصل الخريف 
بل ربيع كل فصول بلا ضجر 

يشترك القمر مع ضياء النجوم 
يطرب العشاق ويطيل السهر 

 سألت عاشق ماذا تعني الحياة
أجاب عذاب يذهب بربيع العمر 
 
فراق الاحبه يسود العيش ظلام
فلا راحة ولا نوم قبل السحر 
  
وفي الغابات أشجار ورد رقة
حركة أغصانها كلحن على وتر 

الشتاء فيه برد المشاعر وضباب 
أحيانا ثلوج العلاقه وأخرى مطر

تساقط بشدتها أوراق أغصان 
تذهب بسحر الورد وحتى الثمر  

 وتطيل المساء الشجي الوديع 
تغطي المروج بنسيم شهي عطر 

 تفارق الغصون صبرا أوراقها
وأزهار تفوح عطرا تجلب النظر

 تحملها الرياح الى كل جبل وواد
كما سيل من السحاب إذا عبر

 يعيش الجميع الحلم البديع 
كأن زمان الهجر ولى وإندثر

وتبقى الذكريات للقلب حملت 
تستعرض العمر الجميل قفر

فيها فصول وروايات الحياة 
منها أشباح تلاشت ومنها زمر

 تتناغم بينها تحت الضباب 
وتلامس الثلوج وتحب المدر

 جمال الحياة الذي أبدا لايمل 
في جو الربيع المزهر الخضر

تردد الجميله زغاريد الطيور
وهي تشم الزهور تذوق الثمر

 وما الحياة الا كخفق الجناح 
وعيش الكرامة كجيش منتصر

إخضرت الارض أزهر من فوقها 
وجمال الكون في أحلى الصور 

حظر الربيع يعزف أنغامه
يجدد الاحلام والصبى العطر 

يقبل الثغور قبلا من الشفاه 
تعيد نشاط الشباب الذي غبر

يخبرها بتجديد لها الحياة 
وخلد في نسل شجاع مدخر 

إذا برق النور فأستقبلي 
جميل الحياة وأحلى العمر 

 ومن أضاء النور أحلامه 
تكون حياته صباح بلا ظهر 

يعج الفضاء بكل الضياء 
وتحمل الثرى البناء المزدهر 

أيها الجمال الذي لايبيد
جميل الحضور رحيب النضر

فراشات تطوف فوق الحقول 
تتنقل بين الثمار وغض الزهر 

تناغم النسيم تناجي الغيوم 
تنافس النجوم كذلك القمر 

 تزهر الحياة وأشواقها 
يحلو الوجه الجميل الأغر 

 ذهب الدجى من جمال عميق 
ينشط الخيال ويحير الفكر 

ظهر على الكون نور غريب 
من خالق الجمال المقتدر 
 
وضوء لامع من النجوم أضاء 
شعلة السماق وبخور الزهر 

ترفرف طيور باجنحة الجمال 
تعكس بريق من ضوء القمر 

ترانيم نشيد الحب المقدس 
في صومعة لها آثار السحر 

يعلن المحب هدفه الطموح 
بناء حياة سعيدة تعزز الظفر 
      
وهذا الذي طمحت له النفوس 
فهل للمحبين يستجيب القدر

عبدالواحد الجاسم 1/5/2023

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركة مميزة

ذُل الـعـــرب بقلم محمود غازي درويش

💠 💠 ذُل الـعـــرب 💠 💠 من يشتري شــر الـعـروبــة والـعـرب؟! من يشتري عُـهـر ديـوثٍ مُـغْـتَـصـب؟! من يشتري أصنامـاً لا تُـحـرك سـاكـنـا و...