لا يوجد فرق بين حبة قمح وأخرى, ولا بين قدم وأخرى, الدمعات كلها متشابهة بعد الفراق حتى صدأها على الخدين تشابه , والموجة وراء الموجة متشابهة تطارد الأخيرة من سبقتها بلهفة لإلتهامها كل ذلك في بحر واحد ، بحر وجع متشابه .
الأيام التي فرطت وإنقضت كنا نعتبرها بالأمس غيباً ، وهذا اليوم الذي نحن فيه سيكون غداً في ضياع في بحر عبثي ، كل تلك الايام تُشرق شمسها وبرتابة متناهية وتغيب كما اشرقت .
وكذا ( أنا ) بالأمس البعيد كنت (انا )و اليوم انا هو ذاتي ، و غداًً سأبقى انا غير منفصل عن خلاياي ولاعن وجداني الهادئ المسالم الذي يكاد الوهن يتسلل اليه ، ذلك أن قطيع الوجع اصبح بلا علامات فارقة ، لم يرتضي الزمن ان يغير عهده و يسدل ستراً أوحجاباً أنني رغم ذلك أنا ذاتي.
أما ذلك الركن المهجور فيَّ لم يعد يشبهني لانني رميت فيه الكثير من بقايا التفاهات والخلايا من بشر وحجر
ذلك الركن لا يشبه سوى ملامح الموتى .
لكن مازلت أنفاسي متشابهة دون أوامر أو توجيهات مني , دمي هو ذاته بزمرته ولونه الأحمر على الدوام لن يتغير .
خطواتي هي ذاتها برتابتها لا تأبه أي حذاء إنتعلت ، رأسي وصداعي هو ذاته ما تغير وجعه إلا إشتداداً , الرصاصة ما كانت إلا كأخواتها .
كل أولئك الذي اختاروا وأصروا أن تبقى مشيتهم عرجاء قد سقطوا في ذلك الركن المهجور المهمل مني هم سقطوا
ولن يعودوا فالساقط لايعود .
وختاماً أقول:
الثلج لن يكون أسوداً ، والحليب ماكان إلا أبيضاً ، و الحنظل لن يكون إلا مُراً , والملح لن يكون حلواً ، والفحم لن يكون الا أسوداً . وسيبقى الغراب أعرجاً في مشيته والعويل طبعه .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق