حَبِـيبٌ لِقَلْبِي خُـرُوجُ الـصَّـبَاحِ
وصَـعْـبٌ عَلَيَّ رُجُـوعُ الـمَـسَـاءْ
تَـرَانِي، كَـمَنْ فَـرَّ مِنْ سِـجْـنِـهِ
صَبَاحًا، وَفِي اللَّيْلِ أَمْشِي الوَرَاءْ.
إذَا لَـمْ أَجِـدْ صَـرَخَـاتٍ تُـدَوِّي
أَجِـدْ مُـشْكِلًا حَاضِـرًا أَوْ بَــلَاءْ
فَـهَـذَا سُـؤَالٌ ، وبَـعْـدُ شِـجَـارٌ
وَبَــعْـــدُ صِــيَـاحٌ وبـَـعْـــدُ بُـــكـَـاءْ.
إِذَا مَا دَخَلْتُ وقُـلْتُ سَـلَامًـا
تَـقُولُ: تَأَخَّـرْتَ هَذَا الـمَسَـاءْ.
وَأَيْنَ الـدَّرَاهِـمُ؟ أَيْنَ الهَـدَايَا؟
وَأَيْـنَ الغِــلَالُ؟ وأَيـْنَ الكِرَاءْ؟
وَجَـارَتُـنَـا أَدْخَـلَتْ "حَـاجَـةً"
وَأَنْـــتَ، كَـأَنَّــكَ لَــسْـتَ هُــنَـا
وَتِلْكَ اشْتَرَتْ "رُوبَـةً" مُوضَةً
وَفَـرْوًا، وتِــلْـكَ أَرَتْـنِـي غِطَاءْ
فَأَيْـنَكَ، قَدْ قُلْتَ لِي أَشْتَـرِيهِ
وَأَيْـنَ العُطُـورُ؟وَأَيْـنَ الـحِذَاءْ؟
وَهَـاتِ جُـيُـوبَـكَ؟ عَـلَّ بِـهَـا
دَرَاهِـــمَ أَوْ صُــوَرًا لِــــنِـــسَـاءْ...
وَمَا ذَا العَبِيرُ؟ومَا ذَا الشُّرُودُ؟
أَتَعْشَقُ غَيْرِي؟ لَسَوْفَ تَرَى.
وهَـذِهِ شَـعْـرَتُــهَا فِـي الـثِّـيَـابِ
بِـرَبِّـكَ، أَيْـنَ الـحَـيَــا والوَفَــاءْ
أَتَـتْـرُكُنِـي، يَـا سِيَـادةَ زَوْجِـي
وتَـرْغَبُ فِي مَوْعِـدٍ فِي الـخَفَاءْ؟
فَـقُـلْ لِيَ مَنْ هِيَ؟ حَتَّى تَرَاهَا
غَـدًا فِي الغَـدِيرَةِ أَوْ فِي الـعَـرَاءْ.
تُحِبُّكَ؟ مَا وَجَدَتْ مَنْ تُحِبُّ؟
وَتَهْوَاكَ؟ مَا وَجِدَتْ فِي الهَوَى؟
تَـذَكَّـرْتُ، وَاللهِ، إِنِّـي نَـسِيتُ
لَقَـدْ رَاحَ حِلْـمِي وَضَاعَ الـنُّـهَـى
إِذَا مَـا أَكَـلْـتُ فَشَـتْـمٌ لِــهَـــذَا
وذَاكَ يُــسَـحُّ عَـلَـيْـهِ الــدُّعَــاءْ.
يُــذَكِّـرُنِـي بِـالـفُـطُـورِ خِـصَامٌ
وَلِلَّـوْمِ صِـنْـفٌ قُـبَـيْلَ العَـشَاءْ.
لَقَدْ حِرْتُ، يَوْمِي صُرَاخٌ مَقِيتٌ
وَفِي اللَّيْلِ دَوْرِي سَـمَاعُ الهُرَاءْ
تَعَـجَّبَ صَـحْبِي وَقَـدْ عَايَـنُـونِي
هَرِمْتُ وشِبْتُ وظَهْرِي انْـحَنَى
وَقَالُوا: مَريضٌ؟ عَلِيلٌ؟ مُدَانٌ؟
فَقـُـلْتُ: مَرِيـضٌ بِـدَاءِ الـنِّـسَاءْ.
أَكَـادُ أُجَــنُّ ، أَرَحْــمَــةُ رَبِّــــي
نــِسَـاؤُنَــــا أَمْ أَنَّــهُــنَّ الــقَـضَـاءْ؟
حمدان حمّودة الوصيّف... (تونس)
"خواطر" ديوان الجدّ والهزل
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق