(بحر البسيط)
أردتها مجاراة لقصيدة " لا يحمل الحقد من تعلو به الرّتب " لعنترة ابن شدّاد .
ضاعت نواميس أهل العلم و الخُطبِ
إذ عمّ في النّاس جهلٌ ضارب الطّنبِ
فالعلمُ حِكرٌ لِمَنْ فاضت خزائنه
و العلمُ داءٌ لمن للفقر مُنْتَسَبِ
يختالُ فينا سفيهٌ و الرّويبضة
بتّوا القضايا بلا لوم و لا شَجَبِ
ولّى زمان الوغى و الحقّ عنترة
فالسّيف و الخيل و الخيّال في الكتبِ
جُرْنَا فما عاد بالمقامات يُعْتَرفُ
إنّا لعمري بلا وعي و لا أدبِ٠
لا شيخنا يُحْتذى يوما بحكمته
يهديكَ قصرا من الأوهام في السّحبِ
فضًّا غليظًا بلا دينٍ يقوّمه
و العدل قد تاه بين الظّلم و الكذبِ
قد ساد مَن ليست الأخلاق معدنه
بالحقد يعلو مقاما جار بالرُّتَبِ
الأرض ضجّت من البغضاء و الفتن
مادتْ وأخلاق خلق الله في عُجَبِ
فالحبّ ما عاد عُذريا كسالفه
حوراءُ باعت فتاها دونما سببِ
لا مهر تبغي و إن أُعْطَتْ بلا ثمنِ
لا مهر عبله بحُمْرِ النُّوق و الذّهبِ
بالوهم قادوا نواصينا بنوا العجم
والقوم فينا غثاءٌ هام باللعبِ
مالٌ و جنسٌ و أعراضٌ ستنتهكُ
صاغوا منصّات عهرٍ قيل بالحجبِ
العهر عرفٌ و إن غابت ملامحه
تُجْنى نقودٌ بلا كدٍّ و لا تعبِ
مِن لحمها كيف تقتات اللّئيمة أ
ما أرغموها و قد كانت بلا نسبِ
طوبى لعبس كرام النّسل من ذهبِ
سيلا إذا ماد ضوء الشّمس مُحْتَجَبِ
للأرضِ فجرٌ و إن أمسيتُ مُغتربَا
للقوم فخرٌ و للأجيالِ و العربِ
مِلْ جُلْ و سَلْ مَنْ نَهَلْ بَلْ مَنْ وَجَلْ لَمَعَ
حرفٍ كطرفٍ قَتَلْ عَدُّه كَالشُّهُبِ
ما ضِفْتُ بيتًا و لا حَرْفَانِ عنترة
حفظُ المقاماتِ نبلٌ ليس بِالعَطَبِ
بقلمي حسن المستيري
تونس الخضراء
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق