- - - - قصة شعرية قصيرة - - - -
حسناءُ مرَّتْ بهِ والحظُّ قد بَسَرَا
كأنَّها الظَّبيُ مِن صيَّادِهِ نَفَرا
أَلْقَى إليها بألحاظٍ أبانَ بها
ما يبتغيهِ وما في بالِهِ خَطَرا
****************
ظنَنْتُهُ قال في شوقٍ وفي لَهَفِ:
ماأتعسَ المرءَ عمَّا يشتهي قَصَرا
ظبْيٌ تَقَصَّدني في لحظةٍ وجرى
كأنّهُ قدَرٌ مَنْ يدفعُ القَدَرا
توغَّلَ السَّهمُ في قلبي فَواأسفي
على صمودي الذي قُدَّامَهُ اندحرا
***************
كأنَّها قرأتْ ما فيه من شغفٍ
ومن هيامٍ بجَفنيهِ إذِ انكسرا
فبادَرتهُ بلا نُطقٍ مُحَمِّلةً
عينيهِ عبءَ الهوى إذْ فيهما بَصُرا
لا تشكُ وَجْداً وقد جاءتك عامدةً
عيناكَ فيه ولم تستعملِ الحَذرا
مَنْ ليسَ يعرفُ لِلعينينِ حَقَّهما
وما تَوَجَّبَ لا يَعتبْ إذا انكدرا
هذي عيونُ المها لا شيءَ يهزمُها
إنْ كُنتَ تجهلُ عن آثارها الخَبَرا
فقد ظننتَ المها سهلاً تَصَيُّدُها
متى أردتَ ولم تَرقُبْ بها الخطرا
*************
فقلتُ في الحال: يا عينيَّ لا تَرَيا
ما لا أُطيقُ لهُ حَمْلاً وقد وَقَرا
لولا العيونُ التي في طرفها حَوَرٌ
ما كان ذاك الفتى -يا بؤسَه - أُسِرا
لكنَّه صِيدَ باللحظ المُصيبِ هوىً
فأَقْصَدَ القلبَ في جنبيهِ مُبتَدِرا
ولا يُلامُ فما من ناظرٍ ابداً
لاحتْ لهُ وعلى عصيانها قَدَرا
إنّي لَأرثي لهُ يا ويحَه فلقد
جَنَتْ على قلبهِ عيناهُ إذْ نَظَرا
رقُّوا عليه وقولوا عندَ عثْرَتِهِ :
تَعَلَّمِ الصَّبرَ فالعُقْبى لِمَنْ صَبَرا
ولْتجبروه لعلّ اللهَ يجبركم
واللهُ يجبر مَنْ داوى ومنْ جبرا
..................
سليمان شاهين /ابو إياس/
سورية- مصياف
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق