وضاق حالي وخاطري
بما أتسعتْ ..
من صنيعِ فجارٍ وهواملِ
"ألا أيها الليل الطويلِ ألا انجلِ
بصبحٍ وما الاصباح
منك بأمثلِ "
ضاقت وضيقت
على وريد الطفل وقلب المعمر
وامسكت بخناق الممتلئ والخلي
لم تُبقِ على ضعيفٍ أو قوي
ضَجِرٍ أو سلي
في وطنٍ لم يمهره بنيه
عشقاً "وحباً أولي"
طالتْهُ ..
افرغتْهُ مما سجّل التاريخ لهُ
وطناً للفضلِ والعدل
والخير والمُثُلِ
ضاقت الدنيا به ..
طوقتْهُ شيعاُ ، سلبتْهُ سِيَاجَه ؛
عِبَرَ الماضي وحبِ المستقبلِ
ضربتْ العقول ؛
الجماجمَ والافئدة
وابقتْ بطوناً خاوية
تدمُّ كطبلٍ خلِي
هَزُلت وشاهت وتوحشتْ
الضمائرُ أُتْلِفتْ
والمصائرُ سُلِّمتْ للأحمق الأجهلِ
للنذلِ للسفيهِ للعربيدِ
للدنيئ والأشرِّ
والأخبثِ
وما نتأَ في التاريخِ من سفلِ
"ألا أيها الليل الطويل ألا انجل
بصبح وما الاصباح منك بأمثل"
****
تشعّبتْ اهواءُنا وهوتْ بنا اقدارُنا
وتدحرجتْ اخبارُنا
الى اسفلِ سافلِ
كففنا الصعودَ الى العلا
واحلامنا تبرمجتْ
على النِزْرِ والأقل
وعلى إدارةِ الخدِّ الأيسرِ للولِي
فإذا بنا كعصفٍ يتآكلُ ويؤكلُ
عُرْضَةً للوضيعِ والنذلِ والانذلِ
ألا رُبَّ حنينِ فتِيٍ
كحنين شهيدٍ ماجدٍ
"ﻷول منزلِ"
حنينُ حبيبٍ واثقٍ من نفسه
شرفُهُ حفظَ عهدِه
"للحبيبِ الأولِ"
ضاقت .. بالمظالم أُغرِقتْ
وبالمآسي والمهازل لَهَتْ
أبكتْ وتندّرت
فلما يا أيتها الساعة تتأجلي
***
" ألا أيها الليل الطويل ألا انجل "
يتقاذفُنا الانذالُ في كلِ محفلِ
رُزئنا بدهرٍ بالجورِ بالاجرامِ
بالدمِ بالمرارةِ
والقهرِ مُثقلِ
على بحارِ دمائِنا
تعومُ بوارجُ الفجورِ
وطائراتُهم تحومُ
ويسلوا
بعضُنا بالتعللِ
بقحافِ جماجمَ اطفالنا يشربون
ويثملون ويتفننون في التضليل
والتنصلِ
يتسابقُ حكامُنا
على الخنوعِ للمستعمر
وعلى النهبِ و الاثراء المستعجلِ
ضمائرُهم تخبوا وفكرهم
وتنأى الثقافةُ عنهمو
يعلو التطفلُ
يُعلبُ الأعلون وعياً مُسْتَغفَلِ
يهزؤون بالعقلِ
وبالحقِ والواجبِ يستهترون
وينحطُّون بلعقِ الدماءِ
دأبُ المتغولِ
كل يدلو بدلوِه في سَيْطِ ظهرَ أمِّه
وكأننا شعوب تعاني من الهطل
" ألا ايها الليل الطويل ألا أنجلي "
الى متى تعشعشُ بفجورِها
تمرُّ وتنطلي
قد ضاقت واكفهرت ، اما من شعلة
نستعيد بها صفاء النفس
واطلالة الأمل
ضاقت فلما اشتد طغيانها
" فُرجتْ "
ألا يا يومَ السراط
ألا يا قيامةَ التاريخ
ألا أقبِلِ .
..
عبدالعزيز دغيش .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق