فادي
الجزء الخامس
وقبل رحيلي حاولت أن امعن النظر ملياً في تلك الملامح
انفطر قلبي مما رأيته من ذبوله و أمه الحزينة الشاردة في تلك الحالة
حاولت استيعاب ما حدث لكنه صعب وصعب جدا
في ممر المشفى
اتجهت إلى الإدارة للتأكد من اسم المتبرع
و لأول مرةٍ أشعر أنني خائفة من الحقيقة وكم تمنيت ولازلت اتضرع لله ان يكون مجرد شبه ليس إلّا
لكنه هو فعلا إنه فادي آه يا فادي ماذا فعت بنفسك
انتابني شعور غريب إلى الحد الذي تساقطت فيه دموعي
كان فاقد الوعي ذابل الوجه متعب الملامح
وزاد يقيني من أنه هو شامته البارزة فوق شاربه
قلت في نفسي مالذي يدفع شاب في مثل ذكائة وكل مميزاته
أن يضع حياته على المحك حاولت الاقتراب مجددا من والدته
قلت لها : أريد الحديث معكِ بشأنٍ ضروري..
فردت ببرود : تفضلي
قلت :
ماالذي دفع بولدك لأن يفعل بنفسه هكذا
تلعثمت محاولةً ابتلاع دموعها وغصتها
لينقذ حياتي....
سأغادر قريبا لوتأخرت اكثر عن العلاج لن يكون هناك أمل
ومافعله فادي تضحية لأجل أن يغرس الأمل من جديد
في أن اعيش ولو قليلا رغم ان الأمل ضعيف جدا
في النجاة
ولم يكن له سبيل إلى المال إلا هذه الفرصة
كانت تبكي بحرقة
تالمت كثيرا لماسمعت غادرت قبل ان يستيقظ فادي
ابتعدت شاردة أحاول لملمة شظايا روحي وغصة بقلبي
واتجهت دون ان أفكر لجمع معلومات كافية وشاملة عن هذه الأسرة
فتفاجات من طريقة عودتهم من فرنسا
كان هروباً وابتعادا من واقع مأساوي
كل ما كانت تريده السلام ليس الا السلام
لقد تحملت من جنون وطيش زوجها وشراسته ما حطم صحتها ومايكفي
لفقد فقد عقله وأضحى وحشاً آدميا من استهلاكه المفرط للخمور والمهلوسات
لا يمكن العيش معه والتحمل اكثر
فكرت وفكرت مليا كيف يمكننني
ان أساعد هذه الأسرة؟؟؟؟؟
وندمت لما فعلت سابقا مع
فادي
قررت أن أساعده دون أن يشعر
وأكفر عن كل تصرفاتي السابقة
كنت استفسر عن حالته إلى أن
أصبح بخير وغادر المشفى
وأصبح يحضر للجريدة
فلاحظ تغيرات عديدة في تعاملي معه وسؤالي الدائم عن صحته فأصبح يقترب مني أكثر فأكثر الى أن صارحني بمشاعره تجاهي وتجاه ماتتعرض له والدته والتي اصبحت في خطر
انتابني قلق كبير كون حالة والدته تتدهور يوما بعد يوم
ولم يبقى لها الا ايام
كان حزيناً مهموماً خائفاً من فقدها
كنت أحاول أن أكون أفضل
لأجله نسيت كل هموم عائلتي
وأضحى جل تفكيري به
فقد استوطن روحي وقلبي
أنه شهم وأصيل لايهزه شيء
كان يشحن والدته بالتحدي والجمال والايمان
رأيت فيه مالم أره من قبل نبيل طيب بار خلوق
لقد استحوذ على كل تفكيري
وأضحت روحي ترحل وتجيء
كونه إستوطن اغوارها
واضحى النبض والوتين
وسكن الروح رغم الانين
ففصيلته تستحق العناء
لانه شهم اصيل.
انتهت بعون الله .
مونيا بنيو
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق