تعالي وأهبطي
--------------
أنتِ ..
تعالي وأهبطي
فأسوار مدينتي تنتظر
حزينة كورد يقطر دمه
وطائر يألف التودد
عند نافذتي المضيئة
ترجلي ..
ودعي السفر يرحل بعيدا
مثقل الخطوات
إرث تدارك ماضيه
سفر بلا تذكرة
تلك تعويذة لأحمال تلاشت
لأركن وحيدا في آخر ليلٍ طويلٍ
فهل لي بسؤال ..
أيعقل أن أبيات شعر نثرية الوصال
تعيد دوزنة عود غالط لحنه؟
وذاكرة أزدحمت بصور لا تنسى ؟
لِمَ تنتظرين ؟
دعكِ من أعتاب مواسم الخمول
فها أنا أمارس طقوس الصلاة في محراب عينيكِ
هو مسجد للعشاق طهور
وليل دعائه بنظرة السكون
دعيني أتفيأ وجهكِ الحنون
وأنحني لكِ بصمت السنين
فوجهكِ وطن ..
وعيناكِ أمل ..
دعكِ من حواضر لن تآتي
فد يكون بعض الرفاة حياة
وقد تزدهر أرصفة الأماني بالزهر
تعالي ..
فهزيع الليل ينتظر
يتبعه فجرا تلون شروقه
سأراقص طيفكِ المستعر
خصركِ ملتهب
خلخالكِ عزف عن السكون
ليعزف ما شاء من الحان
دعيني أمسك يديكِ
وأداعب بأصابعي خصلات شعركِ
فالمطر قد ينهمر
لأحني برأسي تحت ظل الذكرى
شجون ..
غرس منفصل ..
حنين يخلو من سفر ..
لن أنسى ..
لازال قلبكِ في داخلي
فأنتِ الوعد ولا مفر
دعيني أقُبل قمر ليلتي
فجرا أتخذ وجهكِ قبلة
وضوئي وتعمدي من بحر عينيكِ مولاتي
سأتخطى وعودا
وأدخل سجنكِ راغبا
يا زيتونة الروح
ثماركِ لاح قطافها
أفردي جناحيكِ ورفرفي
فقد ضمنا الليل توقا
وجمعتنا أصص زهورنا عنوانا
يا شعلة كون أضاءت الليل لنا منزلا
نرنو لذلك الشيء المتلألئ
في أعماق ليل ملتهب
هناك لعشقنا كتبنا عنوانا
أنتِ ..
تعالي وأهبطي
فقد عبدتُ لكِ صدري مهبطا
فحطي على قلاع الروح طائرا
وغردي ك البلبل
نشيد حبنا لحنا وغناءً
د. علي المنصوري
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق