أيام حلوة جمعتنا.... أهي تبدلت أم نحن ؟
آه لذاك الزمن أهو من ضللنا أم نحن من ضيعناه؟
واليوم صرنا متباعدين وهرعنا إلى كهوف النكد والكدر
أتذكرين في يوم ربيعي جمعنا الحب وملأ فلبينا غبطة وسرورا
وفي هذه الغرفة وفي هذا اليوم الميؤوس منه
تجمعنا التعاسة ويحفنا الشقاء أمام المصير المحتوم
فما أحلى أيام الحب وما أعنف أيام الهجر والفراق
كلمات قالها وبصمت رهيب سمعته وعيناها شاخصتين
تنصت باهتمام لكلامه العذب
يتسلل إلى جسدها كدواء مفعوله يهدم الكآبة والإحباط
تنظر إليه نظرة الرأفة والإحسان الحنان والإشتياق
ابتسمت تحاول استرجاع أنفاسها المختنقة المشدودة
وبحركة ثقيلة شدت بيده وبأطراف الأنامل الأخرى
تريد مسح الدموع المنحدرة على خديها
قائلة والحسرة تعانق صوتها الحزين وبعينيه يخفي المآسي.
رائع و وفي أنت، مثلك في هذا الزمن قليل
كل ما حدث تطلب مني الصبر والتحمل وفي وجهك
تعابير الحزن واليأس وفي عينيك صور القنوط
أيعطي الطائر قوت يومه لغير فراخه ؟
أيقدم المحارب سلاحه لعدوه وهو أحرى بسلاحه ؟
لفظت هذه الكلمات بنغمة مليئة بحلاوة الحنين والأمل وتراءى على وجهها بصيص الأمل شبيه بذلك اللمعان الذي يفيض من بآبئ الرضع ثم استسلمت للنوم وبقي جاثما على ركبتيه متأملا .
ونظر اليها نظرة استعطاف واشتياق قائلا :
أعدك سننتصب كالقلاع أمام العواصف
ونقف كالأحرار أمام من نهلوا من مقررات ومناهج الشيطان
مدافعين عن مملكة الحب متلقين فيروس التفرقة بصدورنا
فإن هزمنا نموت كالشهداء وإن فزنا نحيا حياة الأبطال الشرفاء
فإن البذرة التي لا تقوى على تحمل برد الشتاء و قره
لا تقدر على شق الأرض لتزهر ولن تسعد ببهجة وروعة الربيع
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق