بالأمس كنت شابا يافعا
يشق طريق الشقاء مقتنعا
واليوم أصبحت كهلا مستمعا
إستولى الشيب على شعري سريعا
قد سرقت السنين العمر مني
ولم تسكت حدة قلمي
نعم من الهرم هزعت أيامي
لكن الحرف لم يهرم مني
فشكرا لشبابي ما عرف الانحناء
ولم يحبو ذليلا حتى البكاء
وما إنحنى منكسرا أمام الأعداء
لما عصفت رياح العشرية السوداء
غيرت مهجة الحياة والأصحاب
وأغلقت طرق النجاة والأبواب
ورغم حواجز المسالك والصعاب
ما حركت أغصان الشباب
كان الحبر والورق أنيس الدرب
ورفيقا الرحلة التين والماء العذب
وما كنت كالشجرة وحيدة الأمل
تصارع عواصف الهول
بين الشباب والكهولة مسلسل
كتلة مشاعره تستحق التمثيل
تجاربه تحكى بصدق وتقال
بين شباب مودع وكهولة مستقبلة
سار العمر على مسرح الحياة
تاركا نفحاته كفرشاة
تنقي الشوائب والمعاناة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق