تناثرت كلماتي كتناثر أوراق الشجر
في غروب يوم كئيب
فلم أستطع كتابة آخر رسالة
بين الشروق والمغيب،
وخفتت همساتي
وسكت الصوت المهيب
يرتجف القلم بين أناملي
وتتبعثر أوراقي بين أدراجي،
فألملم أفكاري من زوايا باحة البيت،
شجرة بعيدة
وغصن قريب.
لا أعرف لماذا أحن إلى الشتاء؟
ولبرده وزمهريره،
ولصوت المطر على زجاج نافذتي،
وعلى قرميد سقف بيتي،
أحن لموقدٍ يرقص فرحاً بشتاءٍ باردٍ طويل.
أحن لصورة أمي
تترآى لي بين أبواب المنزل جيئةً وذهاباً
تارة شاردة وأخرى متيقظة
وكأنها تصارع هواجس الحياة في داخلها.
أحن لصوت الطيور فوق أسلاك الأعمدة
تراقب ما تبقى من فتات كسرة الخبز
في باحة الفناء الخلفي،
وأبحث في أوراقي القديمة عن كلمات كتبتها
لأستحضر بها براءتي وعفويتي.
أحن إلى طفولتي وحماماتي
وإلى يد أمي
تحنو على وجهي
وتُربت على كتفي
وسأبقى دائماً أحنُ إلى الشتاء..
حتى الذكريات تكاد تمحى من ذاكرتنا،
تغير كل شيئ
وتغيرت معالم الأماكن
وتغيرت ملامح الناس.
وتغير الدرب الطويل بمنعطفاته
ويبست أشجار الصنوبر
وهاجرت طيور اللقلق بلا عودة
وبقيت الأعمدة
باكية تشتكي وحشة المكان.
-همسات حزينة ل بوزيد كربوعي.
الجزائر 🇩🇿
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق