الأحد، 10 ديسمبر 2023

ثقافة الذكاء مع الغباء بقلم علوى القاضى

!!,,ثقافة الذكاء مع الغباء،،!!
بقلمى : د/علوى القاضى.
... كيف ينجح الأغبياء رغم غبائهم ويسبقوا الأذكياء
... فى سهرة عائلية جلست أنا وأسرتي أمام التلفاز وتبادلنا الٱراء فى بعض الأمور الأسرية العامة والخاصة وكنا نشاهد حلقة من برنامج ( من يربح المليون ) وكان الضيف ( شعبان عبد الرحيم ) المعروف بتلقائيته لدرجة السذاجة التى تفرض على المشاهد أن يحكم عليه بالغباء الفطرى
.. وشد انتباهنا جميعا تظاهره بالغباء تارة وبالسذاجة تارة فقد كان المذيع يسأله أسئلة تافهة لكن المطرب الشعبي لايجيب عن شيء منها ، وهكذا بدأ المذيع يلمح له بالأجوبة ليسمح له بالربح 
.. كل هذا مع ضحكات المشاهدين واسطوانات ولهجة وطريقة ( شعبان ) المعروفة وحواراته المتكررة عن ثيابه التي يشتريها من وكالة البلح ورغبته في العودة إلى المكوة لأن الطرب لم يعد كما كان ..الخ.. الخ
... في النهاية استطاع أن يحصل على مائة وخمسين ألفًا من الجنيهات في بضع دقائق بمساعدة المذيع وضحكات الجمهور على طريقته فى الحوار التى أصبحت مميزة له ويجيدها تماما
... قالت زوجتي مستغربة إن هذا الرجل محدود الذكاء بشكل غير مسبوق ، ولكننى اعترضت عليها لأن رأيي كان مختلفًا 
... قلت لها إنه فى غاية الذكاء فقد خدع المشاهدين والمذيع الوسيم وسخر منهم بمنتهى الخبث 
... علقت ابنتى المندهشة وقالت : نحن خرجنا بإحساس زائف بالتفوق والذكاء وهو خرج بمائة وخمسين ألفًا فمن الأذكى ؟! ومن الغبي الحقيقي هنا ؟!
... وعلق إبنى قائلا الأمر كله يذكرني بقصة المتسول الذي كان السياح يعرضون عليه أن يختار بين عشرة دولارات وربع جنيه ، فكان يتظاهر بالبلاهة والغباء ويختار الربع جنيه في كل مرة  
... وعندما عاتبه أحدهم على غبائه الشديد وقال له : كيف تختار ياأحمق ربع جنيه وتترك عشرة دولارات ؟! 
... كانت إجابة المتسول الذكية المفحمة هي : لو اخترت عشرة الدولارات لكف السياح عن المجيء لرؤية بلاهتي ، ولقطعت مصدر رزقي !
... وعلقت ابنتى الثانية وقالت : سأحكى لكم ثمة قصة مماثلة عن التجار المصريين أيام الحملة الفرنسية ، وكيف كانوا يرفضون العملات الذهبية لكنهم يقبلون أزرار الجنود الفرنسيين النحاسية ثمنًا لما يبيعونه لهم 
... وقد تسلى الفرنسيون بهؤلاء ( على أنهم حمقى وأغبياء ) كثيرًا
... ثم اتضح فيما بعد أن التجار المصريين لم يكونوا حمقى بل كانوا فى شدة الذكاء لأنهم لم يريدوا الإحتفاظ بعملات ذهبية فرنسية لأن الفرنسيين سيرحلون حتمًا ، ولسوف تعود جيوش مراد بك لتعدم من تجد معه هذه العملات بتهمة الخيانة
... بينما الأزرار النحاسية تعني أن المصري قتل جنديًا فرنسيًا أو سرقه 
... بصرف النظر من أن سعرها سيرتفع مع الوقت !
... الذكي الحقيقي من يخرج من المعركة منتصرا ولو تظاهر بالغباء
... والغبي من يصنع لنفسه أعذار للهزيمة فى صورة انتصار
... تحياتي ...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركة مميزة

ملكة الياسمين بقلم فاطمة حرفوش

" ملكة الياسمين" دمشقُ يادرةَ الشرقِ وعطرَ الزمانِ  ياإسطورةَ الحبِ ورمزَ العنفوانِ لا عتباً عليك حبيبتي إن غدرَ بك الطغاةُ وأوصدو...