بقلمى : د/علوى القاضى.
... زارنى بعيادتى وكان عائدا للتو من ورشته متأبطا ذراع إبنه وكان بملابسه المتواضعة فلم يتركه الألم لأن يغتسل بمنزله ويرتدى ملابس نظيفة
... قمت له واقفا مرحبا ومستقبلا إياه بابتسامة عريضة
... سلمت عليه بحرارة وبدون حائل : أهلا بحضرتك ياحاج سيد ألف سلامة
... وصف شكواه وأنا فى قمة الإنصات لم أحرك ساكنا وكأن على رأسى الطير وناقشته باهتمام شديد ودقة فى تفاصيل الشكوى
... صعد إلى سرير الكشف ساعدته فى رفع ملابسه وفحصته فحصا دقيقا
... شرحت له مرضه بأسلوب بسيط عامى يفهمه
... وصفت له العلاج وشرحت له كيفية إستعماله حتى سألنى عن مفعوله ومضاعفاته وطريقة إستعماله فأجبته بإسهاب شديد وشرح واف
... وسألنى عن النظام الغذائي فأعطيته البرنامج مع التفسير البسيط ثم أعطيته أدوية لمدة أسبوع من التبرعات الموجودة بالعيادة
... وقبل مغادرته سلم على وفوجئت بأنه يحاول تقبيل يدى فمنعته بتلقائية
... فانحنى وقبل رأسى حاولت الإفلات منه فلم أستطع
... تمالكت أعصابى وحبست دمعتى واستغفرت الله واستعذت بالله من الشيطان الرجيم حتى لايتسرب الهوى والغرور إلى نفسى
... سألته : لماذا فعلت ذلك سامحك الله ياحاج سيد ؟!
... وكانت الإجابه المؤلمه : "" يادكتور علوى دخلت عيادات كتير وقابلت دكاترة كتير محدش عاملنى باحترام زيك كده كانوا يخافوا يسلموا على ليوسخوا إيديهم ، وكنت أسأل عشرين سؤال ماسمعش غير إجابة سؤال واحد ووشه الناحيه التانيه '''
. . قلت له : ياحاج سيد ياريت الناس تفهم إن الإحترام تربية وليس ضعف
. . كمان أنا إحترمتك لأنك شخص محترم ، من بات كالا من عمل يده بات مغفورا له وسيدك النبى صل الله عليه وسلم صافح أحد الصحابه وكان عائدا من عمله وقال لهم هذه اليد تعمل هذه اليد يحبها الله وانحنى لها حتى قال الصحابه : أنه كاد أن يقبلها
. . وهناك أشخاص تحترمهم لأنهم محترمين زيك
. . ياحاج سيد : إحترامك للناس لا يعني أنك محتاج لهم ، دى أخلاقك حتى وإن كانوا لايستحقون
. . ياحاج سيد : الأدب لايباع ولا يشترى بل هو طبع في قلب من تربى عليه
... أحبابى : إعلموا أن الفقير ليس من فقد الذهب ، إنما الفقير من فقد الأخلاق والأدب
... وخدوا بالكم البعض بيفسر الأدب خوفا لأنه ماترباش على الإحترام في حياته
... وكمان البعض يفسر الطيبة غباء لأنه لم يعتاد إلا على سواد قلبه
... ماتندموش على تسامحكم مع الآخرين واحترامكم لهم فهو ليس ضعفا ، ولا تندموا على صبركم عليهم فهو ليس إنهزاما منكم
... ولا تندموش على حسن ظنكم بهم فهي ليست سذاجة إنما هي عبادة وطاعة لله وحسن تربية
... الدين المعامله والإحترام من المعامله وهى أهم شئ بعد العقيدة
. . ياحاج سيد : الإحترام فوق الصداقة وفوق القرابة وفوق الحب أيضا فاحترامكم للناس ليس معناه أنكم محتاجين لهم دى أخلاقكم حتى وإن كانوا لايستحقون
... احترامكم للناس لا يدل بالضرورة على حبكم لهم إنما يدل على حسن تربيتكم
... إحترم تحترم
... وغادر الحاج سيد ولسانه لايفتأ يدعوا لى ولأولادى وأنا أؤمن على دعائه
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق