🍃🍃🍃🍃
وهاهو الليل يزحف نحوي كالافعوان
من البعيد
أحمر العينين مستعر الوعيد...
فاغر الفم تتبعث منه رائحة الألم الشديد..
كم أخشى ذلك المخلوق ذو الجلد الأحم المرقط بالنجوم
حين ينسكب على جسدي
عند كل غروب..
لست وحدي من أخافه
فكذا الشمس مثلي تهرب منه
حين ترى قدومه
لتلوذ بظهر الأفق الرشيد
أنا لا أخشى فيه خيالات الوحوش الخرافية
التي يخرجها من قبعته ذلك الساحر الأسود
لتطارد النوم في حدقاتي..
جل ما أخشاه هو مواجهة الحنين لوحدي ..
أنا مكبل وهو متحرر من القيود...
والتحرر يجعل منه كابوسا عتيد...
فيفعل بروحي ما يريد..
ويعيث في نفسي الفساد...
يأتي ليزرعني ألم...
ويحصد من عيني أجود أنواع الدموع...
ويصدر من حقول فؤادي
للأيام أفضل محاصيل الأسى...
وإني كلما قدمت له آه من ثماري
يطلب مني تقديم المزيد..
أعرف موقنا هو لن يكف عني عذابه...
إلا بعد أن يحتسيني حتى آخر قطرة في بريقي....
أو تنقذني يد الأقدار وتختصر المسافة
لتجعلها محض نقطة في طريقي
وتجمعني بالفراشة في ربيعي ....
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق