"""'"''
آهٌ تملَّكَ خافقي أعياني
والوجدُ جمرٌ في الصميمِ كواني
هاتِ الحميَّا وارتقِ الجرح الذي
منهُ تفاقمَ نافثاً بركاني
النارُ تكوي في الحشايا مهجتي
وتأجَّجَتْ من هولها نيراني
تاللهِ مارمتُ الفراقَ وإنني
مازلتُ أذكرُ في الَّلوى جيراني
واحسرتاهُ على زمانٍ قد مضى
والحبُ يجمعُ شملنا بأمانِ
جارتْ عليّ نوازلٌ تصمي وما
رقّتْ لحاليَ وسنةُ النسيانِ
دكّتْ ديارَ أحبتي بصواعقٍ
وتفاقمتْ من بعدها أحزاني
آهاتُ وجدٍ والضياعُ يلفّني
وكأنَّني في المهمهاتِ أعاني
هامتْ بها روحي وشتَّتَها الصدى
وتزعزعتْ من بعدها أركاني
آليتُ إلا أن أجمِّعَ شملها
مهما تمادى في الحياةِ زماني
ترنو إلى الجسمِ الهزيل تخاله
أعجازَ نخلٍ قُعِّرت بمكانِ
كالعيسِ قد أضحيتُ يقتلني الظما
والدمعُ مني شاكلَ الغدرانِ
لاأشتفي من غرفةٍ أحيا بها
حتى ولا بينَ القبورِ تَراني
وبحثتُ عنها في مهباتِ الهوى
وتناثرَ الأملُ الوحيدُ بِراني
جارَ الزمانُ عليَّ من كثرِ الأسى
والهمُّ أثقلَ كاهلي أرداني
داريتُ حبيَ في الجفونِ فرُمِّدتْ
عينايَ والسقمُ الفظيعُ بَراني
فلقد فقدتُ مريضةَ الطرفِ التي
كانتْ تحاكيَ ريمةُ الغزلانِ
من بعدُ إنّي قد فُجِعتُ بفلذةِ
الكبدِ الذي قد كانَ في الريعانِ
هل يا تُرى من عودةٍ أحظى بها
في الحضنِ أن ألقاهُما الإثنانِ
لكنَّ ذا عهدٌ مضى وأظنهَ
ماعادَ عهدٌ قد مضى لبيانِ
ياصبر يعقوبَ على إبنيهِ هل
ألقى قميصاً كي يردَ عياني
قد فاقَ صبريَ صبرَ أيوبَ على
بلواهُ لا بل زادَ بالتبيانِ
قد ضاقَ صدريَ في الحياة وإنَّني
حيٌّ وكالميتِ المسجّى أراني
ماكنتُ أحيا بعدَ فقدهما ولا
أن أرتضي عيشاً بديلاً ثانِ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق